من هو مؤلف كتاب البخلاء

من هو مؤلف كتاب البخلاء، دون أحد الكتاب في العصر القديم صورًا من حياة البُخلاء الذين عاصرهم في بلدة مرو عاصمة خراسان، والناظر لتفاصيل التدوينات المصورة نصًا يجدها لا تخلو من الحس الفكاهي الذي يُضيف إلى واقعيتها الكثير من الشغف للتعرف على تلك الفئة خاصة في ظل الحديث في التدوينات عن نظراتهم القلقة وعن رغباتهم النفسية في جمع كل شيء حولهم، وعن أسرار وخفايا منازلهم بناءً وتأثيثًا، وعلى الرغم من مرور الزمن على تأليف هذا الكتاب إلا أنه مازال حاضرًا عند الحديث عن صفات البخلاء يُستشهد بما جاء فيه من نصوص أدبية، فمن هو مؤلف كتاب البخلاء.

من هو مؤلف كتاب البخلاء

لا أحد ممن يشغفون بقراءة الأدب وتاريخ الأدباء إلا وقد مر بكتاب البخلاء، باعتباره يؤصل لظاهرة ما زالت منتشرة في العصر الحديث وأصحابها يملئون المجتمعات ويُشكلون مادة فكاهة وتندر بسبب تصرفاتهم الغريبة وسلوكياتهم في الحصول على الأشياء وامتلاكها دون التصرف فيها خشية فقدها.

ويُمثل الكتاب الذي أبدع الجاحظ فيه برسم الصور الواقعية للبخل عبر مواقف تربوية لا تخلو من الهزل والألفاظ العامية المتداولة في عصره، يُمثل دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لصنف البخلاء من الناس.

من هو الجاحظ مؤلف كتاب البخلاء ويكيبيديا

يُعرف بأبي عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري، وقد تم إطلاق اسم الجاحظ عليه نظرًا لبروز عينيه من كثرة التزامه القراءة وغزارة انتاجه الأدبي.

والجاحظ كاتب من العصور الوسطى من مواليد البصرة عام 159 هجرية، نَّهم جدًا في طلب العلم، لم يترك علمًا من العلوم الأدبية إلا وقد قرأ عنه وأنشأ مؤلفًا فيه.

بدأ عمرو بن بحر رحلة علمه في سن مبكرة فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ اللغة على يد شيوخ البصرة آنذاك، مما جعله يُتقن الكتابة مبكرًا ايضًا وقد امتازت كتاباته بأسلوب خاص يجمع بين العذوبة والسهولة والفكاهة والسرد القصصي المؤيد للمنطق، كما عُرف عنه الاستطراد في الكتابة وتعلمه عنه العديد من الأدباء في عصره وفي العصور التالية.

توفي الجاحظ إلى الله في العام 255 هـ  وكان وقتها قد بلغ التسعين سنة مما جعله يُعاصر عددًا من الخلفاء العباسيين، ويُشار إلى أن حادثة وفاته كانت غريبة فبعد أن أقعده الشلل وأنهكت الشيخوخة جسده، كان دائم الجلوس في مكتبته وبينما هو على ذلك الحال تساقطت عليه بعض الكتب والمجلدات وأودته ميتًا في الحال.

مؤلفات ومقولات الجاحظ

على مدار تسعين عامًا عاشها الجاحظ حتى العام 255 هـ استطاع الجاحظ أن يُبدع في الكثير من المؤلفات في الفنون اللغوية والأدبية ومن أبرز مؤلفاته التي تُدرس في كليات الأدب وأقسام اللغة العربية في كلية التربية ما يلي:-

  • كتاب الحيوان
  • كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان
  • كتاب البيان والتبيين
  • كتاب التاج في أخلاق الملوك
  • كتاب البخلاء
  • كتاب الخسران المبين
  • كتاب مفاخر الجواري والغلمان
  • كتاب المحاسن والأضداد

كما اشتهر بالعديد من المقولات والتي تناقلتها الأجيال العربية من الأدباء والمفكرين وطلاب اللغة من جيل إلى جيل كمقولته :” إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من كتاب”

فضلًا عن مقولته الشهيرة: “إن أمر الحُسن أدقُّ وأرقُّ من أن يُدركه كلُّ مَن أبصرَه” .

طالع ايضا الإمارات تخفض أسعار البنزين لشهر أغسطس

كتاب البُخلاء

على الرغم من غزارة الإنتاج الأدبي الذي أبدعه الجاحظ إلا أن كتاب البُخلاء له أهمية خاصة ومكانة فريدة على مر العصور باعتباره يحكي قصة فئة من فئات المجتمع ويتعرض لبعض من تفاصيل حياتهم ويكشف عن طبائعهم وسلوكهم، فهو يُشير إلى مجموعة من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين ويُدون أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها ويُعززها بأبيات الشعر النادرة والمفيدة المختصة بالموضوع والأحاديث والآثار، وكثيرًا ما يعتبره العلماء والأدباء موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.

ومما يُحمد للكتاب والكاتب الذي عرّف بصفات البُخلاء وسلوكياتهم أن الجاحظ لم يعمد أبدًا إلى التشهير والتجريح في وصف تلك الفئة وإنما كان يُعمل لغته الرصينة في تبسيط تصرفات البخلاء ويروي بدقة طرق اقتصادهم في المال  ومحاربتهم الإسراف في كل شيء بأسلوب شيق لا يخلو من الطرافة والحس الفكاهي.

مقالات ذات صلة