سبب وفاة ليث شبيلات

سبب وفاة ليث شبيلات، أسدل الستار عن حياة المعارض الأردني ليث شبيلات في الساعات القليلة الماضية، إذ أعلنت الأسرة مغادرته الحياة بعد عمرٍ ناهز الثمانين عامًا إثر نوبة قلبية مفاجئة.

وشبيلات معروف في الوسط الأردني بأنه ينتمي للتيار الإسلامي وهو الأكثر جرأة بل قسوة في انتقاد النظام فلا يخاف في قول رأيه الصريح لومة لائم ولا يُثنيه عن قوله مرات السجن العديدة التي تعرض لها على مر سنوات ماضي تعاقب فيها الحكم الملكي بين الملك الراحل الحسين بن طلال وما قبله وما بعده، فمن هو ليث شبيلات وما سبب معارضته للنظام وكيف سارت به الحياة حتى توفي أمس الثامن عشر من ديسمبر الحالي وما سبب الوفاة المعلن، التفاصيل في السطور التالية..

من هو ليث شبيلات ويكيبيديا

أحد رجال الأردن الذين حملوا على عاتقهم هم البلاد والتزموا النهج الإسلامي وكانوا يؤمنون بأنه النهج الصحيح لاستمرار المملكة لكن أرائه لم تجد أذنًا صاغية فكان الاعتقال والزج في سجون النظام مصيره منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال.

والرجل لم يخرج سياسيًا محنكًا أو معارضًا بالفطرة فالتربية التي تلقاها من والديه ساهمت في ذلك، إذ كان والده فرحان شبيلات قريبًا من مؤسسة النظام حيث عمل سفيرًا ومستشارًا للملك عبد الله الأول، بينما شقيقه كان منضم إلى مجلس الأمة، وقد أدت هذه التنشئة إلى تمتعه بشخصية قوية ذات رأي حتى أنه بعد أن دخل المعترك السياسي في سنوات شبابه وتحديدًا في حقبة منتصف الثمانينيات دخل انتخابات مجلس النواب مرتين وكان يُحقق أصوات عالية في دائرة تُعرف بالدائرة الثالثة وهي دائرة الحيتان ولكن الأمر لم يسر بعد ذلك فانتهى به الحال إلى المعتقلات في كثير من الأحيان.

ليث شبيلات سيرة ذاتية

السيرة الذاتية للأردني السياسي البارز ليث شبيلات كثيرة المحطات فهو من مواليد الطفيلة في 28 أكتوبر 1942، درس رحلته الابتدائية في بيروت وتحديدًا في الكلية الأهلية إذ كان والده فرحان شبيلات سفيرًا للأردن هناك ووافق ذلك عهد الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح، ولكنه لم يستمر هناك ففي منتصف الخمسينيات انتقل إلى الكلية الإسلامية في عمان لمدة عام واحد ومن ثم عاد إلى بيروت والتحق هناك بالكلية العامة وتخرج في نهاية الخمسينيات وتاليًا توجه إلى دراسة الهندسة في الجامعة الأمريكية وتخرج فيها مع بداية انتصاف الستينيات ولكن العلم لم ينته به إلى هنا فحصل على الشهادات العليا  من جامعة جورج واشنطن في تخصص هندسة الإنشاءات

اختلط في العمل المهني في أكثر من دولة بدايًة في تونس ومن ثم في أمريكيا وتاليًا سافر إلى روما وهناك كانت نقطة التحول في حياته، فهو في البداية لم يكن ذو توجهات سياسية صريحة ولكن تركيزه كان على النشاط الاجتماعي والثقافي واستطاع أن يخوض الكثير من المنافسات في المجتمعات التي عمل فيها لإثبات أن الإسلام أداة نفع للجميع وليس محصورًا في مجتمع معين أو فئة بعينها وإنما هو صالح لكل زمان ومكان ويخاطب الكل البشري وإلا لم يجعله الله أخر الكتب السماوية التي لا يُقبل بغيره.

معارضته للنظام الأردني

في السبعينيات وتحديدًا في العام 1978 دخل المعترك مع النظام القائم رشح نفسه كإسلامي لمنصب نقيب المهندسين لكنه لم يحصل على تأييد الكثيرين وعاد التجربة مرة أخرى في بداية الثمانينيات ووقتها كان أول نقيب إسلامي يصل إلى هذا المنصب واندفع من خلاله نحو السياسة وبدأ المواجهات بالأفكار والقناعات واستمر على ذلك معارضًا أردنيًا وطنيًا واعتقل لأول مرة في العام 1992 واتهمته السلطات الأردنية وقتها بإنشاء تنظيم النفير الإسلامي والذي كان ينوى تخطيط وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الألفية الثالثة وتحديدًا قبل انتهاء العقد الأول منها في 2009 تعرض لاعتداء من قبل مجهولين وكان ذلك في أعقاب إلقائه محاضرة انتقد فيها الأوضاع السياسية في البلاد ولكن الملك عبد الله الثاني أمر بتوفير حماية له، وخلال العام 2011 أطلق العديد من التصريحات التي تُشير إلى ضرورة إنفاذ إصلاحات جوهرية في المؤسسة الملكية تقوم على أساس الدستور ويتم من خلالها تقليص سلطات وصلاحيات الملك ولم يتغافل عن ارسال رسالة كاملة الأركان بالإصلاحات إلى الملك محذرًا من مغبة تردى الأوضاع في الأردن لكنه لم يجد صدى على الأرجح.

سبب وفاة ليث شبيلات

أعلن بالأمس عن وفاة المعارض الوطني الأردني ليث شبيلات عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وحاول رواد المواقع الاجتماعية البحث في أسباب الوفاة فقد شكك البعض أن تكون اغتيالًا إلا أن الفرق الطبية التي عاملت مع ليث أبرت بأنه توفي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة لم يتمكن جسده احتمال تبعاتها فأسلم الروح إلى بارئها، ليطوي صفحة حياة مليئة بالإنجازات على المستوى الاجتماعي وعلى المستوى الثقافي بالأفكار الإصلاحية التي كان يتنمى أن تتحقق واقعًا وأن تجد صدى للوصول بالمملكة دائمًا إلى بر الأمان على أسس التشريع الإسلامي القويم.

ونعى الفقيد الكثير من أبناء الشعب الأردني ونقابة المهندسين مؤكدة أنه لم يغب يومًا عن المشهد الوطني في الأردن وكان حريصًا على إحقاق حقوق الناس على كافة المستويات البرلمانية والحزبية والنقابية دون أن يهتز أو يخشى على نفسه من الاعتقال أو الاعتداء من مجهول.

مقالات ذات صلة