حكم صيام النصف من شعبان منفردا دون يوم قبله أو بعده

حكم صيام النصف من شعبان منفردا دون يوم قبله أو بعده، كثير من الناس يعمد إلى صيام النافلة وتُعد الأيام البيض ويومي الاثنين والخميس من أكثر أيام الصيام انتشارًا بين المسلمين عملًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وايضًا مما يكثر الصيام به شهر شعبان حيث روي عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول عليه السلام كان يصوم أكثر ما يصوم في شهر شعبان، وعلى الرغم من أجر صيام النافلة إلا أن الكثير من الناس مع حلول النصف من شعبان يتساءلون عن حكم صيام النصف من شعبان منفردًا دون يوم قبله أو بعده فهل هذا جائز ومشروع؟.

فضائل ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان كله فضائل وأيام خير وبركة وقد ثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أثر ما يصوم في شهر شعبان فيصوم يوم ويُفطر يوم آخر وذلك تقربًا إلى الله وإذا كان حال نبينا الكريم هكذا مع هذا الشهر فالأولى بالإنسان المسلم الذي يستن بسنة نبيه أن يُؤدي ذات الفعل احياءً لسنة النبي وطلبًا للعفو والمغفرة.

فيجب على الإنسان المسلم في كل أشهر العام أن يتقرب إلى الله زلفى بممارسة الطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب التي تحجب عنه هذه الرحمات ، فلا يُشاحن أحد ولا يحقد على أحد ولا يضر أحد بكلمة أو بأسلوب تعامل أو بغيره مما يُدخل الألم في القلب والنفس.

وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا”. ويُشير هذا الحديث إلى أهمية إصلاح ذات البين والتآلف بين القلوب وسلامة الصدر من الشحناء والأحقاد.

ولعل أفضل ما قيل في فضل ليلة النصف من شعبان ما روي أبي موسى عن رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن)ففي هذه الليلة ينظر الله إلى قلوب عباده فيغفر لهم جميعًا ويتجاوز عن سيئاتهم إلا الكبائر منها وإلا قلب شخص امتلأ بالحقد والكره لأخيه المسلم وخاصمه وهاجره، والله أعلم

حكم صيام النصف من شعبان منفردا دون يوم قبله أو بعده

لا يوجد نص صريح في الكتاب الكريم ولا حديث صحيح في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بفرص صيام ليلة النصف من شعبان ولذلك لا يُمكن أن نضع حكمًا بالجواز أو البطلان وإنما الإنسان المسلم يستفتي قلبه في هذا الصيام فإن أراد تعظيم تلك الليلة ومنحها صفة لم يمنحها إياه الله سبحانه وتعالى فذلك لا يجوز كأن يصوم فقط في تلك الليلة بنية تعظيمها ولغفران ما اقترف من ذنب في سابقاتها ومن ثم يعود إلى حالة السوء والله أعلم

ويقول العلماء المحدثين أنه إذا كان المسلم معتادًا على الاستنان بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الأيام البيض من كل شهر قمري فلا بأس من الصيام فليلة النصف من شعبان عندها تكون ليلة اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي اعتاد صيامه في كل شهر ولم يُخصص لها طاعة ولم يبتدع فيها بدعة، والله أعلم

هل يجوز صيام 15 شعبان

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله أن فضل ليلة النصف من شعبان وارد عن السلف الصالح والتابعين وكانوا يجتهدون فيها بمختلف العبادات ولكن لم يرد في السنة النبوية ولا في الكتاب عن خصوصية صوم هذه الليلة وقد قال ابن تيمية رحمه الله نصًا :” ( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة). ويُقاس على ذلك أمر الصيام فلم يرد نصًا صريحًا في القرآن بصيام ليلة النصف من شعبان.

مقالات ذات صلة