سبب وفاة عمر بن عبدالعزيز

سبب وفاة عمر بن عبدالعزيز، حرص أدباء التاريخ الإسلامي أن يفردوا مساحات واسعة من كتبهم للحديث عن سير الشخصيات التي كان لها تأثيرًا في العالم الإسلامي في زمن حياتها وبعد وفاتها، ومن أولئك الرجال التُقاة عمر بن عبد العزيز أحد الخلفاء الراشدين الذي كان له سبيلًا مختلفًا في ترتيب أوضاع المسلمين وتغييرها بالتدريج نحو إزالة الظلم فبدأ بالإصلاح من داخل منظمة الحكم ومن ثم خرج إلى فضاء المجتمع الإسلامي حتى أنه كان حين يُسأل عما يمنعه للمضي لما يريد من العدل يؤكد أنه يُحاول ترويض الناس ليخرج طمع الدنيا من نفوسهم أولًا ليصل إلى بغيته في احياء الأمر من العدل، فمن هو عمر بن عبد العزيز وما سبب وفاته؟

من هو عمر بن عبد العزيز ويكيبيديا

يُكنى بأبي حفص، واسمه عمر بن عبد العزيز، والده عبد العزيز بن مروان بن الحكم أحد أمراء بني أمية والذي تولى إمارة مصر أكثر من 20 عامًا، ووالدته أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

ولد عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة في العام 61 للهجرة، ونشأ فيها وكان كثير التردد على بيت أخواله من أسرة عمر بن الخطاب فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، ومنذ صغره تميز بالإقبال على طلب العلم فتعلم القرآن وجمعه في سن صغيرة كما أقبل على العلوم الأخرى وحرص على اتقان الأدب، كان من صفاته لين القلب فلم تكن تمر به آية يذكر فيها الموت في القرآن إلا تنهمر أنهار الدموع من مقلتيه وحين تسأله أمه عن سر بكاؤه يقول :” ذكرت الموت” فتبكي هي الأخرى.

تتلمذ عمر بن عبد العزيز على يد علماء منهم صالح بن كسيان الذي علمه العلوم القرآنية وألزمه الفروض الإسلامية وفي فترة لاحقة تأثر بـ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود فنهل من علمه وتأدب من أدبه وقد بلغ عدد الشيوخ والعلماء والفقهاء الذين أثروا في تكوين عمر بن عبد العزيز العلمي والشرعي حوالي 33 شيخًا وفقيهاً منهم 8 من الصحابة 25 من التابعين.

ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة

بعد أن اشتد عود عمر بن عبد العزيز وأصبح عالمًا وفقهيًا في العلوم الشرعية والأدبية والعلوم الطبيعية انخرط في الحياة السياسية وخلال العام 86هـ وفي أعقاب وفاة عبد الملك بن مروان وتولي الوليد بن عبد الملك الإمارة بعد والده قام الأخير بتولية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة وكان وقتها لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، واشترط وقتها الوليد على عمر أن يُحق الحق بين الناس فلا يظلم أحدًا وأن يحفظ حقوق الناس في بيت المال وأن يُخرج العطاء في المدينة، وكانت هذه الشروط بمثابة مبادئ فطنها عمر بن عبد العزيز وتربى على إحقاقها في محيطه فلم يجد صعوبة في القبول بها.

كان فرح أهل المدينة كبيرًا بتولي عمر بن عبد العزيز الإمارة كيف لا وقد نشأ في رحابهم ومع الخطوة الأولى لدخوله الإمارة اجتمع بعدد من الفقهاء وأخبرهم برغبته في الاستعانة بهم للعون على إحقاق أمر العدل بين الناس وقال لهم بعد أن صلى بهم الظهر جماعة:”  إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعوانًا على الحق، ما أريد أن أقطع أمرًا إلا برأيكم، أو رأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدًا يتعدى أو يظلم أو بلغكم عن عامل من عمالي ظلمًا؛ فأحرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني”.

سبب وفاة عمر بن عبدالعزيز

استمر عمر بن عبد العزيز في الحكم بالعدل والإحسان بين الناس وقام بإنشاء مجلس شورى من علماء أهل المدينة الكبار، كما عمل على توسعة المسجد النبوي الشريف بأوامر الوليد بن عبد الملك، وكان حريصًا على آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم يودهم ويُكرمهم وقد روي عن فاطمة بنت علي أنها قالت :” لو بقيّ عمر بن عبد العزيز لنا ما احتجنا بعد أحد”.

وقد توفي عمر بن عبد العزيز في السنة 101هـ وكان وقتها قد لقي الخوارج وقد اختلف العلماء في سبب وفاته فمنهم من قال أنه قتل بالسم حيث عملت بني أمية على استئجار عبده ليسقيه السم خوفًا من أن يعزل نفسه ومن أن يعزل يزيد بعد لقائه الخوارج.

وتقول الروايات أنه بعد أن تجرع السم سأل العبد عن سببه سُقياه السم فأخبره أنه تلقى 1000 دينار من الذهب بالإضافة إلى عتقه من العبودية فطلب من العبد أن يأتيه بالألف دينار ووضعها في بيت المال ومن ثم نصحه بالفرار فلا يراه أحد فتوفى وهو يُمارس الصفح ويُطبق العدل.

مقالات ذات صلة