حقيقة خبر وفاة الشيخ سلمان العودة

حقيقة خبر وفاة الشيخ سلمان العودة ، لم تكن هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة صاحب الفكر الديني المستنير والهوية الإنسانية في التعاملات الدينية أولًا وآخرًا بما يُقيم شرع الله وسنة رسوله الحبيب، فالرجل الذي جمع حوله الملايين من المتابعين منذ العام 2017 تم تغييبه في ظروف سجن قاسية وكأنه لم يكف قلبه ارتباكه بفقد زوجته ورفيقة دربه هيا السياري، فعوقب بالسجن في حملة اعتقالات شملت قامات هامة في المملكة قيل وقتها أنهم يُؤلبون الشعب على النظام، ومنذ ذلك الوقت لا يُعرف عنه إلا ما يُصرح به أبناؤه خاصًة عبد الله، فهي حقًا توفي الشيخ سلمان العودة؟.

من هو سليمان العودة ويكيبيديا

ليس سرًا إن أدخلت اسم سلمان العودة على محركات البحث فستجد قائمة طويلة من الكتب والبرامج التلفزيونية والفيديوهات القصيرة والأخبار التي تتناول سيرته وحياته على اختلاف مراحلها.

وسلمان العودة رجل دين بالدرجة الأولى وصاحب فكرة قائمة على أنسنة الدين واعتباره منهج حياة في كل التفاصيل من مواليد العام 1956 بقرية البصر في منطقة القصيم، عرفه من حوله منذ الصغر برفقة قلبه وحسن سلوكه، تدرج في الدراسة الشرعية فأتم دراسته الأولى في المعهد العلمي في بريدة على يد الشيوخ عبد العزيز بن باز ومحمد  العثيمين وغيرهم وما إن أنهى في رفقتهم 6 سنوات حتى  خرج لكلية الشريعة وأصول الدين وما إن تخرج منها بدرجة البكالوريوس حتى عاد مجددًا إلى المعهد مدرسًا لطلابه وأدت به نباغته وأسلوبه في شرح علوم الدين إلى حصوله على فرصة ليكون معيدًا في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم لكنه ما لبث أن أُعفي من مهامه التدريسية وذلك لأسباب سياسية سعودية

حصل العودة على الماجستير في السنة وخاصة في موضوع الغربة وأحكامها وتاليًا حصل على درجة الدكتوراه في السنة أيضًا عن شرح بلوغ المرام (كتاب الطهارة).

سبب اعتقال سلمان العودة

عرف منذ الثمانينيات في القرن الماضي بأنه من أبرز مشايخ الصحوة وهو الأمر الذي جعله مطاردًا من قبل جهات مختلفة في وطنه السعودية فتم التضييق عليه وحرمانه من الفرص المختلفة.

اعتقل في السنة السابعة عشر من الألفية الثالثة ومنذ ذلك الوقت انتهى تواصله المباشر مع رواده فقط بقيّ يُطل عليهم بما أنتج من فيديوهات ورسائل علمية وندوات في الثقافة الإسلامية.

وفي الحديث عن أسباب الاعتقال التي تم الإعلان عنها أنه قام بنشر تغريدة على حسابه على موقع التدوينات القصيرة تويتر يدع فيها لتأليف قلوب ولاة الأمر لما فيه خير للشعوب ولم يتم الخوض في تفاصيل الاعتقال أو حتى مكانه في السجون السعودية.

فقد كان الرجل مؤثرًا قادرًا على أن يصنع القرار بحنكة وحكمة مستنيرة بالحق لا بالباطل وبالأخلاق لا بالسياسة فبعد أن قامت وزارة الداخلية السعودية باعتقال عدد كبير من أصحاب الرأي وبزوغ حالة من الغضب الشعبي لما اقترفته الحكومة والداخلية طالب بأسلوب سمح بإطلاق سراح المعتقلين وامتصاص الغضب الشعبي لتجنيب الوطن الفتنة وحقق ما أراد ولكن ما هي إلا فترٍة وجيزة حتى أصبح واحدًا من أولئك المعتقلين.

المطالبة بإعدام الشيخ سلمان العودة

في الخفاء أسبابُ أخرى تتحدث عن علاقة مقربة بين الملك سلمان حين كان أميرًا والشيخ سلمان العودة فكان الأخير يحث ولاة الأمر على الخير القائم على التشريع الديني وليس التشريع القانوني وكان الأمير سليمان يُخبره أن أفكاره ستكون جزءً من مشروعه إن كان مسئولًا فلما صار ملكًا نسي ما قدم وزج بالشيخ في السجن بـ 37 تهمة ومطالبة جادة بالإعدام.

وواجه مع العودة مصير الاعتقال كل من حاول أن يقف إلى جواره ينصره بالكلمة ويُناصره بالإفراج عنه فما إن كتب شقيقه على صفحته على تويتر خبر اعتقال شقيقه سلمان قائلًا :” اعتقل للأسف” حتى زج به في غياهب السجن، بينما ابنه الذي راح يُناضل من أجل الكشف عن مصير والده حرم من المنحة الدراسية خاصته وعوقب بعدم تجديد الجواز السعودي أي ما يعني نفيه عن وطنه وموطن والده.

حقيقة خبر وفاة الشيخ سلمان العودة

منذ اعتقاله واجه الشيخ ظروفًا قاسية في محبسه وتم الإعلان بعد أشهر يسيرة عن تدهور حالته الصحية ونقله إلى مستشفى جدة فيما أُعلن عن وفاته للمرة الأولى في 18 يناير 2018 إثر التعذيب الذي تعرض له إلا أن الأمر كان مجرد شائعة وتم الإعلان عن نفي خبر الوفاة وواجه العودة مجددًا شائعة الوفاة في سبتمبر 2018 بعد أن طالبت النيابة العامة بإعدامه وبين الفينة والأخرى يواجه ذات الإشاعة ولا يُعلم مصدرها أو حقيقتها من عدمه.

هل تم إعدام الشيخ سلمان العودة

يؤمن الشيخ سلمان العودة أن الحياة كلمة ويبدو أن إيمانه ذاك كان السبب الأساسي في اتهامه بأكثر من 37 تهمة جميعها تتعلق بالكلمة التي يقولها ويُحاول بها توعية الشباب العربي بدينه القويم القائم على الحرية في الفكر والاستنارة في العلم والإنسانية في التعامل السليم القائم على الفطرة الإسلامية الصحيحة.

ومع تسارع الإعلان بين الفينة والأخرى عن المحاكمات الخاصة بالشيخ ومن ثم الاعلان عن تأجيلها إلى فترات متباعدة تزيد عن 6 أشهر فإن الكثيرون يرون في ذلك تغطية على إعدامه ويتساءلون على الدوام هل الحكم الذي واجهه الشيخ في 2018 نُفذ سرًا وأن الشيخ لم يعد قلبه نابضًا بالحياة أم أن الأمر لا يعدو بالونات اختبار تُثيرها جهات معينة للكشف عن الحالة التي سترافق الاعلان الرسمي عن مصيره سواء بالإعدام أو استمراره في الحكم إلى ما يشاء الله.

يذكر أن عبد الله ابن الشيخ العودة طالب في أكثر من مرة بالكشف عن مصير والده وجيّش الكثير من المراكز الحقوقية لمعرفة مصير والده وحالته الصحية لكن دون جدوى.