حكم وسم البهيمة في وجهها

حكم وسم البهيمة في وجهها، لم يترك التشريع الإسلامي أمرًا في الحياة اليومية إلا وقد جاء بتفصيل عنه وبين الحكم الشرعي فيه للمسلمين للأخذ به وتجنب ما يُنه عنه طلبًا لإحقاق شريعة الله في خلقه، ومن الأمور التي تعرض لها المشرع الإسلامي وسم البهائم سواء لتمييزها عن غيرها أو لحفظها من السرقات والاختلاط بغيرها، حيث كانت البهائم قديمًا لدى عامة سكان البادية ولا يوجد علامات لها فتتوه أحيانًا وتضيع أحيان أخرى ولذا كان وسمها لتمييزها عن بعضها بعض، ولكن هناك مواضع محددة في الابل والأنعام والدواب للوسم ولا يجوز الوسم في أماكن أيضًا فما حكم وسم البهيمة في وجهها؟

ما هو وسم الحيوانات

يُعرف وسم الحيوانات بوضع علامة على جسد الحيوان تُميزه عن غيره من الحيوانات الأخرى التي تعيش في ذات البيئة دون تفريق بينها، فمن أجل أن يتعرف كل شخص على البهائم التي يُربيها يعمل على وسمها أي وضع علامة لها وهذه العلامة تكون في الجسد عبر كي أحد المناطق بالنار وبشكل معين يختلف عن وسم الآخرين في ذات البادية، ولكن هل فكرت يومًا أن لوسم البهيمة آداب وقواعد في الشريعة الإسلامية لا يُمكن التعدي عليها.

ما حكم وسم البهيمة؟

في الحكم الشرعي العام فإن وسم البهيمة من أجل تمييزها عن غيرها وحفظها من الضياع والسرقة جائز ولكن عبر محددات وضوابط لا يجوز تجاهلها أو إنكارها ومن هذه الضوابط ألا تُوسم البهيمة في وجهها وإنما في منطقة يكون فيها الشعور بالألم أقل وبدرجة لا تؤذي البهيمة.

ويكون الوسم بالكي بالنار خاصة لدى سكان البادية بنما البعض الآخر يعمدون إلى تعليق علامة في الأنف أو الأذن للبهيمة للتعرف عليها إذا اختلط جمع البهائم في المراعي فيعمد صاحبها إلى التعرف عليها وسحبها إلى مكان تربيته لها.

حكم وسم البهيمة في وجهها؟

إن جواز وتشريع وسم البهيمة يقتضي ألا تتأذى أو يُصيبها مرض أو علة في جسدها ولذلك فإن المشرع الإسلامي نهى عن وسم البهيمة في وجهها ودلل على ذلك النهي بأحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث ثبت عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه، وورد عنه عليه السلام أنه مر على حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه.

وحدد العلماء وجه الدابة بأنه كل عضو مشتمل على أعضاء وله طول وعرض وقالوا بأن الطول يبدأ من سطح الجبهة إلى منتهى اللحيين ومن الأذن إلى الأذن في العرض، وقال البعض أن وجه كل دابة هو الذي يحصل فيه المواجهة ويشمل أعضاء كالعينين والأنف والجبهة التي تعلو لعينين وما بين الأذنين وهه منهي عن وسمها.

ويتفق العلماء الشرعيين على تجنب اوسم الدابة في وجهها وفي الأماكن التي تُسبب لها ضررًا أو أذى ويشيروا إلى إمكانية الوسم للتمييز بين الدواب في المناطق المناسبة غير الوجه كالفخد والعضد وغيرها مع مراعاة القاعدة الشرعية التي تشير إلى الرفق والاحسان للبهيمة أثناء وسمها.

مقالات ذات صلة