احترام المعلم في الإسلام

احترام المعلم في الإسلام، يعتبر المعلم من أعظم البشر بعد الأنبياء، والمعلمون هم بناة الأجيال والمجتمعات والأمم، وعلى أيديهم جميع الفئات المثقفة للمجتمع يتم تأسيس ويعطي تعريفاً عن العلم في الإسلام، ونتعرف على حكم احترام المعلم تكريم القصص حول احترام المعلم والمعلومات الأخرى ذات الصلة.

العلم في الإسلام

يعتبر العلم في الإسلام من الفضائل ومن أشرف مزاياها، والعلم هو أساس الحضارة ويرفع من قيمة الإنسان، كما أنه مصدر فخر لجميع الأمم، والعلم هو العنوان من سمو وعلو الأمم وهو شرف للإنسان في العالمين، ولذلك حث الإسلام على طلب العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد ورد في الحديث عن أنس بن قال مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من سار في طريق بحثا عن العلم، ييسر الله طريقه إلى الجنة، ولم يجتمع أحد في احد بيوت الله يتلوون كتاب الله ويدرسونه فيما بينهم، ولكن ينزل عليهم الصمت والرحمة تغطيهم، وتحيط بهم الملائكة ويذكرهم الله ”.

احترام المعلم في الإسلام

إن احترام المعلم في الإسلام من أهم حقوق المعلم على طلابه، لأنهم يجب أن يكونوا مؤدبين معه، ويحترموه، ويكرموه، ويظهرون له تقديراً عظيماً وهداهم إلى الإحسان واللطف والعدالة، وكان أصحاب رسول الله يطبقون هذا على معلمهم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكرمه على ذلك ولم يقتصر احترامهم على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما هو فضل المعلم في القرآن والسنة

وفي كثير من الآيات والأحاديث إشارات إلى فضل المعلم، وفي ما يلي أهم الأدلة التي وردت في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ويذكر عن المعلم ومكانة المعلم في الإسلام، ومن تلك الأدلة

  • قال تعالى في كتابه العزيز: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.
  • وقال تعالى أيضًا: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
  • ثم قال تعالى أيضًا: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
  • عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فضلُ العالمِ على العابِدِ ، كفَضْلِي علَى أدناكم ، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ ، و أهلَ السمواتِ والأرضِ ، حتى النملةَ في جُحْرِها ، وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ

حديث شريف عن احترام المعلم

كانت هناك أحاديث شريفة كثيرة تدل على فضل المعلم واحترامه ومن بين الأحاديث التي تؤكد على ضرورة احترام المعلم وتأكيد مكانة المعلم في الإسلام، والتي أشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن لا يحترم قال المعلم صلى الله عليه وسلم ليس منا من لا يكرم شيوخه ولا يرحم صغارنا! وعلمنا عالمنا حقه ” ورسول الله صلى الله عليه وسلم جعل هذا الشخص الذي لا يحترم المعلم ولا يعرف حق المعلم، لا من أمة الإسلام والعياذ بالله.

قصص السلف في احترام المعلم

تعددت القصص التي تشير إلى فضل المعلم وكيف أظهر السلف الاحترام للمعلم، وبعض هذه القصص كالتالي

  • عن الإمام الشعبي رحمه الله تعالى، فقال صلى زيد بن ثابت في جنازة، فجاء إليه بغل ليركبها، فجاء ابن عباس وأخذها معه الرِّكاب
  • وفي قصة أخرى قيل للإمام الشافعي رحمه الله بتواضع عن طلبه العلم فقال رحمه الله “كنت أتصفح الورقة في يدي للإمام مالك رحمه الله غفران لصاحبه احتراما له حتى لا يسمع أثره “.
  • ثم قال الربيع رحمه الله “يا إلهي لم أجرؤ على شرب الماء والشافعي يراقبني خوفا عليه”.
  • وروي أن الخليفة هارون الرشيد رحمه الله أرسل أحد أبنائه إلى الأصمعي ليعلمه العلم والآداب رآه ذات يوم يتوضأ ويغسل قدميه وصب عليه ابن هارون الرشيد الماء تأمره أن يصب الماء بإحدى يديه وأن يغسل قدميك بالأخرى “.

واجبات المتعلم تجاه المعلم

فيما يلي بعض الواجبات التي يجب على الطالب أو المتدرب القيام بها تجاه معلمه، ومن أهمها

  • تكريمه وتقديره ومعاملته معاملة حسنة لأنه في منزلة الأب.
  • يجب أن يكون الطالب حريصًا على الاستفادة منه لأن المعلم لديه الكثير من الخبرة والمعلومات التي لا يمتلكها الطالب.
  • فليكن حريصًا على اتباع المعلم والاقتداء به في كل الحسنات والخيرات.
  • للدفاع عنه وعن شخصيته وشرفه، والحرص على عدم تخيله أو الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال.
  • لجعل الصلاة له جزء دائم.
  • يجب أن يعلم الطالب أن معلمه إنسان مثل باقي البشر قد يكون على حق أو قد يكون على خطأ يجب عليه أن ييسر خطئه، ولا يحذو حذوه في الخطأ وعليه أن يعتذر عن أخطائه، وأن ينبهه في السر، وينذره بأدب ولطف.
  • عدم الإساءة إليه، لأنه إنسان بعد كل شيء، وقد تكون في شخصيته عيوب، لذلك يجب التغاضي عنها والعمل على استكمال تلك الجوانب بوسائل أخرى.

خطبة موجزة عن احترام المعلم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الذي علم الأمة وأخرجنا من ظلمة الجهل والشرك والكفر إلى نور العلم والإيمان الآن أيها الإخوة

العلم هو حجر الأساس الذي تقوم عليه الأمم وتسير في صفوف الحضارة، ولا يستطيع الإنسان بلوغ أرفع درجات الحضارة وأسمىها إلا بالعلم، ولا يكتسب المعرفة ويصل إلى هدفه إلا من خلال وسيط المعلم فدور المعلم عظيم في حياة الإنسان وهو المنارة التي تنير الطريق إلى سلامة الإنسان وهدفه، وقال الشاعر المصري أحمد شوقي «قم للمعلم وفه التبجيلاً أجيال عن العلم، والأخلاق الحميدة، وحب الله، والدين والوطن، والصدق والإخلاص، وأن كل الصفات الحسنة التي يجب أن يتمتع بها الإنسان، يغرسها المعلم في نفوس الطلاب، ليكونوا أساس المجتمع الذي يرفع سلاحه، وأخيراً نعرب عن أسمى آيات الشكر والتقدير لجميع المعلمين والأساتذة والمعلمين الكرام على الجهد الذي بذلوه من أجلنا وعلى ما ضحوا به من أجل تثقيفنا وإحضارنا إلى شواطئ المعرفة آمنة وآمنة بفضل الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقالات ذات صلة