حقيقة وفاة الشيخ محمد المنجد

حقيقة وفاة الشيخ محمد المنجد، حالة من الجدل تُثار بين الحين والآخر حول معتقلي الرأي في المملكة العربية السعودية والذين تم اعتقالهم في العام 2017 ضمن حملة اعتقالات واسعة لمنتقدي الحكومة السعودية، فبين تارًة وأخرى يتم الإعلان عن وفاة أحدهم أو خضوعهم لعميات تعذيب تؤثر على حياتهم، ومن بين أولئك كان الشيخ محمد صالح المنجد المقيم في السعودية والذي تعود أصوله إلى فلسطين، فمن هو وما هي حقيقة وفاته في السجون السعودية؟

من هو محمد صالح المنجد ويكيبيديا

ولد محمد المنجد في بداية الستينيات من القرن الماضي وتحديدًا في الثالث عشر من يونيو للعام 1961 الموافق الثلاثون من ذو الحجة للعام الهجري 1380، والده من أصل فلسطيني وقد انتقلا إلى سوريا كلاجئين وهناك عاش بعضًا من مراحل حياته ومن ثم انتقل إلى السعودية فأكمل فيها مراحل دراسته الثانوية والجامعية وحصل من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على درجة البكالوريوس في قسم الإدارة الصناعية.

كان قريبًا من الداعية الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن باز وقد تتلمذ في العلوم الشرعية على يديه وجمعت بينهما علاقة طيبة جدًا منحت الشيخ ابن باز الفرصة لنصح المنجد في أمور حياته العلمية والمهنية، وما إن رأى قدرته على فهم العلم الشرعي وأسلوبه في المحاورة حتى نصحه بالعمل إمامًا وخطيبًا للناس في منطقة سكناه بالمنطقة الشرقية، وما كان من المنجد إلا أن يُلبي النصيحة ووقتها لم يكن أتم الثلاثين عامًا.

محمد المنجد امامًا وخطيبًا في السعودية

تميز محمد المنجد بتبحره في العلوم الشرعية وقدرته على هدي الناس لأحسن السلوك فكان مؤثرًا فيمن حوله من الشباب والدارسين ونهل العلوم الشرعية من أساتذة ومشايخ شُهد لهم بالأمانة في المملكة العربية السعودية أمثال محمد العثيمين وصالح الفوزان وعبد الرحمن البراك وغيرهم وكانوا يثنون عليه ويتوقعون أن يكون له شأن كبير.

نصحه أستاذه الأكبر عبد العزيز بن باز أن ينفع الناس بعلمه بالالتحاق بالإمامة في مساجد المنطقة الشرقية وما كان منه إلا أن يأخذ بالنصيحة وكان أول مسجد خطب فيه هو مسجد عمر بن عبد العزيز في العقربية بمدينة الخُبر السعودية، فكان يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة للناس عبر الدروس والمحاضرات.

التحق بقناة المجد الفضائية والتي كانت متخصصة في تقديم البرامج الدينية وتبث القراءات القرآنية لمختلف المشايخ في المملكة والعالم الإسلامي واستطاع أن يُوطد قدمه بالقناة عبر برنامج “الراصد” وهو ما دعا العديد من القنوات الفضائية المحلية والخليجية والعربية إلى عرض أفكار برامج دينية عليه ليقوم بإعدادها وتقديمها على شاشاتها وبالفعل كان حريصًا على أن يُؤدي كل ما ينفع الإسلام والمسلمين وانتشر بشكل كثيف في غضون فترة قصيرة من الزمن وعرفه العالم العربي والإسلامي وكانوا متلهفون لتناقل الدروس والمحاضرات التي يُلقيها ويعمدون إلى تسجيلها وإعادة نشرها.

اعتقال الشيخ محمد المنجد

ظل الشيخ محمد صالح المنجد على مسيرته في التأثير بالدعوة الدينية والدروس الشرعية في الأوساط الشبابية حتى صُنف بأنه الأكثر حضورًا ونشاطًا حيث كانت تُبث برامجه على أكثر من 10 قنوات فضائية بشكل متزامن وتحديدًا خلال شهر رمضان.

لكن هذه الحالة يبدو أنها لم تُرض البعض فقاموا في فترة من الفترات بالتحريض على المنجد وعلى الكثير من الدعاة في المملكة العربية السعودية واتهموه وعدد آخر بالتأليب على نظام الحكم وانتقاد القادة السعوديين بما ليس فيهم وقد أدت تلك الحالة الشنيعة من التحريض ضده بالقيادة السعودية إلى العمل على اعتقاله بغية التخفيف من تأثيره، وجاء في منصوص التهم التي وجهت إليه من قبل النيابة العامة بالمملكة أنه حاول التستر على قياديين من تنظيم الإخوان المسلمين في المملكة ودعت إلى تعزيز العقوبة بحقه.

حقيقة وفاة الشيخ محمد المنجد

كان من المفترض أن تقوم السلطات السعودية في يوليو الماضي بإطلاق سراح الشيخ محمد صالح المنجد بعد انقضاء محكوميته والمحددة بأربع سنوات وتم نقله إلى دار الاستراحة تمهيدًا لإطلاق سراحه إلا أن ذلك لم يحدث وفوجئ متابعي الشيخ بنقض المحكمة العليا في السعودية قرار الإفراج عنه والمطالبة بإعادة محاكمته مرة أخرى.

وأدت هذه الأخبار إلى التكهن من قبل رواد المواقع الاجتماعية بأن الشيخ قد توفي في السجون السعودية نتيجة التعذيب وأن الإعلان عن نقض قرار الإفراج ما هو إلا تستر على ما يواجهه معتقلي الرأي في السعودية، وحتى الآن لم يتم التأكد من الحالة الصحية للشيخ المنجد ولم يُعرف إن كان قد انتهى به الأجل في السجن أم مازال قلبه على قيد النبض يواجه قسوة السجان.

يذكر أن الشيخ محمد صالح المنجد من أكثر المشايخ في عصر استخدامًا للتقنيات التكنولوجية الحديثة في الدعوة إلى منهجه وقد عمل على تأسيس موقع سؤال وجواب على الانترنت ومثل أول موقع اسلامي يتم تدشينه على الشبكة العنكبوتية منذ العام 1997، كما أنه عرف بإشرافه على العديد من المواقع التي تم تدشينها بشكل متتالي كمنصة زاد المتخصصة في العلوم الشرعية وعدد آخر من المواقع الإسلامية التي تنشر محتواها بلغات مختلفة غير اللغة العربية.