حكم تناجي اثنان دون الثالث ابن باز

حكم تناجي اثنان دون الثالث ابن باز ، ما يتساءل عنه الكثير من الأشخاص حيثُ أنّ الدّين الإسلامي لم يترك مسألة أو أمر ما إلّا وتناول الحكم الشرعي له، ليبيّن للمسلم ما يجوز له فعله وما لا يجوز له، خوفًا عليه من الوقوع في الأخطاء والمعاصي، وليوضّح له أمور دينه بالشّكل الصحيح، لذا وعبر هذا المقال ضمن سوف نستعرض لكم الحكم الشّرعي من تناجي اثنان دون الشّخص الثّالث.

معنى تناجي اثنان دون الثالث

إنّ معنى تناجي اثنان دون الثالث هو أن يتحدّث شخصان سرًّا أمام الشّخص الآخر دون إذنٍ منه أو بمعنى آخر تحدّثا بطريقة غير مفهومة، ويكون ذلك عندما يتواجد ثلاثة أشخاص في مكانٍ معيّن ويتحدّثون فيما بينهم، ثمّ يقوم اثنان منهما بالتهامس في السّر دون أن يَسمع الشّخص الثالث حديثهما، أمّا عند قول تناجي العاشقين فالمقصود منه أنّه اعترف أحدهما للآخر بمشاعره الدّفينة في قلبه وكشف له حبّه، وقولهم يناجي الله في السّر والعلانية أي يتوجّه إلى الله في صلاته ودعائه ويخاطبه بما يجول في فكره في جميع أوقاته.

حكم تناجي اثنان دون الثالث ابن باز

نهى الدّين الإسلامي عن التناجي بين اثنان دون الشخص الثالث إلّا في حال أنّهم استأذنوه في ذلك، فقد ورد في كتاب الله العزيز قوله تعالى {إنّما النّجوى من الشّيطان}، كما ورد في الحديث الصّحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال “إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، قال أبو صالحٍ فقُلْتُ لابنِ عمرَ فأربعةٌ قال لا يضُرُّك”، وهذا دليل واضح على أنّ الإسلام قد منع التّناجي بين شخصين دون الثّالث معهما وحرّم عليهم ذلك، إلّا إن أصبحوا أربعةً أو أكثر من ذلك فيجوز لهما أو يتوجب عليهم استئذان الشّخص الثالث للتناجي سرًّا.

هل يجوز التناجي بين اثنين دون الشخص الثالث

لا يجوز التناجي بين اثنين دون الثالث حتّى يحضر شخصًا رابعًا على الأقل أو يختلطوا بين النّاس، والدليل على ذلك من السّنّة الشّريفة ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال “إذا كنْتُم ثلاثةً فلا ينتَجي اثنانِ دونَ صاحبِهما وقالَ سفيانُ في حديثِه لا يتَناجى اثنانِ دونَ الثَّالثِ فإنَّ ذلِك يحزنُهُ”، وهو ما أجمع عليه علماء الفقه والدّين حيثُ يحرّم على المسلمين أن يتناجوا دون ثالثهما إلّا بإذنٍ منه او إن كانوا جماعةً من أربعة أشخاص وما فوق.

متى يكون التناجي بين اثنين جائزا

يكون التناجي جائزًا بين اثنين دون الآخر إن أذن لهما بذلك أو حضر شخص رابع بينهم أو أنّهم اختلطوا بالناس، فقد حرّم الله تعالى على المسلمين التّحدّث بصوت منخفض بينهما سرًّا دون الشّخص الثالث، وقد علّمنا رسول الله صلّى عليه وسلّم بأنّ التّناجي يكون بحضور الجماعة من أربعة أشخاص، لأنّ التناجي بين اثنان دون الثالث يدخل الحزن إلى قلبه وذلك فيه أذىً لقلب المسلم وقد نهانا ديننا الإسلامي عن ذلك.