حكم صيام ليلة النصف من شعبان اسلام ويب

حكم صيام ليلة النصف من شعبان اسلام ويب، شهر شعبان هو الشهر الثامن من أشهر السنة الهجرية ويسبق شهر رمضان الذي فرض الله سبحانه وتعالى صيامه على المسلمين، وفيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان وقد حدثتنا السنة النبوية المشرفة عن فضائلها والمزايا التي يُنزلها الله برحمته على عباده المسلمين الذين يرجون عفوه ومغفرته وقد روي عن أبي موسى قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) وبعض الناس يعمدون إلى تطبيق هذا الفضل عمليًا بالصيام فما حكم صيام ليلة النصف من شعبان؟

فضل ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان كله فضائل وأيام خير وبركة وقد ثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أثر ما يصوم في شهر شعبان فيصوم يوم ويُفطر يوم آخر وذلك تقربًا إلى الله وإذا كان حال نبينا الكريم هكذا مع هذا الشهر فالأولى بالإنسان المسلم الذي يستن بسنة نبيه أن يُؤدي ذات الفعل احياءً لسنة النبي وطلبًا للعفو والمغفرة.

فيجب على الإنسان المسلم في كل أشهر العام أن يتقرب إلى الله زلفى بممارسة الطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب التي تحجب عنه هذه الرحمات ، فلا يُشاحن أحد ولا يحقد على أحد ولا يضر أحد بكلمة أو بأسلوب تعامل أو بغيره مما يُدخل الألم في القلب والنفس.

أدلة من القرأن والسنة حول شهر شعبان

وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا”. ويُشير هذا الحديث إلى أهمية إصلاح ذات البين والتآلف بين القلوب وسلامة الصدر من الشحناء والأحقاد.

وجعل الله سبحانه وتعالى ليلة النصف من شعبان اهمية وفضل كبير يوافق الفضل للأيام الخاصة لله سبحانه وتعالى كيوم عرفة والعشر من ذي الحجة ويوم الاسراء والمعراج ومن الفضل الذي اختصت به ليلة النصف من شعبان أنها كما روي أبي موسى عن رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).

هل هناك صلاة أو دعاء خاص بليلة النصف من شعبان

على الرغم من الفضل الذي يخص ليلة النصف من شعبان إلا أنه لم يرد في الكتاب العظيم والسنة النبوية المشرفة نص بوجود دعاء معين يُستجاب خلال ليلة النصف من شعبان أو حتى صلاة معينة؟

لكن ما يُمكن القول به بأن الاجتهاد في العبادة في كل ليلة من ليالي العام هو أثر الصالحين والتابعين والاقتداء به أمر محمود والدعاء في كل الأوقات كذلك محمودًا ويجب على الانسان المسلم أن يتحرى وقت إجابة الدعاء كالدعاء بين الأذان والإقامة والدعاء في الساعات الأخيرة من الليل “الثلث الأخير من الليل” وكذلك الدعاء بعد الفراغ من الصلاة فهذا جميعه أمر جيد ولا يُمكن لإنسان أن ينفيه أو يُخصص له يوم أو ليلة معينة وإنما التقرب إلى الله لازمًا وواجبًا طلبًا لرحمته ورجاءً لعفوه وطمعًا في عطائه.

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله أن فضل ليلة النصف من شعبان وارد عن السلف الصالح والتابعين وكانوا يجتهدون فيها بمختلف العبادات ولكن لم يرد في السنة النبوية ولا في الكتاب عن خصوصية صوم هذه الليلة وقد قال ابن تيمية رحمه الله نصًا :” ( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة).

ويُقاس على ذلك أمر الصيام فلم يرد نصًا صريحًا في القرآن بصيام ليلة النصف من شعبان ولكن يقول العلماء المعاصرين إن صيامها ليس أمرًا محرمًا أو منهيًا عنه، فالصيام من العبادات التطوعية التي يحاول الإنسان المسلم التكفير عن ذنوبه ومعاصيه بالتقرب إلى الله به.

حكم صيام ليلة النصف من شعبان اسلام ويب

ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله قوله :” بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان” لكنه لم يذكر ذلك في الصيام بالنص الصريح لأنه لم يكن في كتاب الله الكريم ولا في سنة نبيه العظيم أنه صام ليلة النصف من شعبان لأجلها كصيام يوم عرفة مثلًا.

ولكن الإنسان المؤمن الذي يُحاول التقرب إلى الله بالإعمال الصالحة يعمل على التسنن بسنة النبي في صيام الأيام البيض من الشهر العربي وصيام يومي الاثنين والخميس وصيام الأيام التسع الأوائل من ذي الحجة وغيرها من أيام الطاعات في مواسم العبادات.

أبرز فتاوي الأئئمة والفقهاء بخصوص صيام شهر شعبان

وبحسب ما ورد في فتاوي فإنه يُسن صيام ليلة النصف من شعبان باعتبارها أحد الأيام البيض من الشهر والتي تبدأ يوم الثالث عشر وتستمر يوم الرابع عشر ويوم الخامس عشر.

وهنا يجب التنبه أخي المسلم أن النية لها دور كبير فمن يصوم الأيام البيض سنًة وطول العام لا ضير بصومه في ليلة النصف من شعبان أما تعمد إفرادها بالصيام من دون غيرها من أيام الشهر أو أيام السنة في مواسم العبادات والطاعات فإنه أمرٌ غير محمود، كما يجب أن تعلم أن المسلم يُجاز له الصوم في سائر أيام السنة وهناك استحباب للإكثار من الصيام في شهر شعبان عملًا واقتداءً بحال النبي صلى الله عليه وسلم إذورد عن عائشة أنه كان يصوم حتى نقول لا يُفطر ويفطر حتى نقل لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان..  والله أعلم.

مقالات ذات صلة