حقيقة وفاة راشد الغنوشي

حقيقة وفاة راشد الغنوشي ، لا يكف رواد المواقع الاجتماعية عن تداول أخبار الوفاة للشخصيات الهامة في مختلف أصقاع البلاد العربية وذلك في إطار اشغال وقت فراغهم وأحيانًا أخرى لقياس مدى تفاعل المجتمع مع تلك الشخصيات باعتبارها شخصيات سيادية في الحكومات وصاحبة قرار سواء كان قرارًا معارضًا أو مؤيدًا.. وتُحقق هذه الشائعات حالة من قياس الرأي، مؤخرًا تم الإعلان عن وفاة الشيخ والداعية السعودي سلمان العودة وفي وقتٍ لاحق تم اطلاق الكثير من الأخبار عن وفاة راشد الغنوشي وهو أحد الشخصيات الهامة في تونس ورئيس حركة النهضة التونسية ولم يتم الحديث عن أسباب الوفاة أو حتى تفاصيلها في الإعلام الرسمي الأمر الذي يُشير أن ذلك محض إشاعة، فمن هو راشد الغنوشي وما حقيقة وفاته؟

راشد الغنوشي ويكيبيديا

بعد ثورات الربيع العربي والتي كان من المفترض أن تُصل لمرحلة مستنيرة في الفكر والحكم السياسي القائم على التشريع الإسلامي في التعاملات جميعها برزت عدد من الأسماء في العالم العربي وكان من بين تلك الشخصيات في تونس راشد الغنوشي وهو شخصية سياسية ذو فكر معتدل وقد شغل منصب رئيس مجلس نواب الشعب في الفترة بين 2019 – 2021 حيث تم تجميد عضويته بأمر من الرئيس التونسي قيس سعيد والإعلان عن وقف مجلس نواب الشعب مؤقتًا لحين تنظيم انتخابات تشريعية ضمن قانون انتخابي جديد سيتم إقراره خلال الشهر الأخير من العام الجاري 2022.

مذهب راشد الغنوشي

عُرف الغنوشي باهتمامه بالفكر الإسلامي المعاصر واسباغه على الحالة السياسية في كافة الأمور الحياتية المتعلقة بالناس وخاصة الشعب التونسي، فهو يُؤمن بالوسطية المعاصرة خاصة فيما يتعلق بأمور الحريات والعلاقة بين الدين والديمقراطية وقد جسد إيمانه ذلك في الكثير من الكتابات والمؤلفات المنتشرة في المكتبات التونسية والعربي سواء في المكتبات الرقمية أو الواقعية.

بعد الثورة التي اجتاحت الدولة التونسية والمطالبة بالحقوق والعدالة الاجتماعية ساهم الغنوشي في الوصول إلى الانتقال الديمقراطي ومن ثم جمعته علاقة مع الباجي قائد السبسي فقد كان دعمًا للأقليات وللقضايا الاسلامية والإنسانية المختلفة.

راشد الغنوشي والحكومة التونسية

على مدار تعاقب الحكومات السابقة في تونس واجه الغنوشي وكل من يُوافقه الرأي في الفكر السياسي الاسلامي المعاصر القائم على الوسطية تعرضوا للاعتقال والتعذيب المتكرر، وكثيرًا ما اضطروا للابتعاد عن أوطانهم للمحافظة على حياتهم، وتفاصيل السيرة الذاتية للغنوشي تُشير إلى أنه في العام 1969 ومع بدء حياته السياسة واجه انتقادات كثيرة لكنها أبدًا لم تفت في عضده وواصل الحديث عن الإصلاحات السياسية في ضوء التشريع الإسلامي الذي جاء موافقًا في تفاصيله لتطورات الأزمنة والأمكنة.

خلال عقد الثمانينيات تم اعتقاله وتعذيبه وفي التسعينيات واجه حكمًا بالإعدام لمرتين الأمر الذي قضى به إلى ترك الموطن والبقاء في المنفى في لندن حتى العام 2011 إذ عاد بعد نجاح الثورة التونسية.

تولى الغنوشي منصب مساعد الأمين العام لشؤون القضايا والأقليات في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيسه، وعلى مدار سنوات إنتاجه الفكري المعاصر استطاع الفوز بعدد من الجوائز الدولية الخاصة بالحقوق الإنسانية ومؤخرًا تم تصنيفه من بين 100 مفكر هم الأفضل على المستوى العالمي كونه من المؤسسين لقيم السلام.

حقيقة وفاة راشد الغنوشي

في الساعات الأخيرة واجه راشد الغنوشي المفكر الإسلامي التونسي شائعة تُشير إلى وفاته وفي الحقيقة أن الأمر لا يعدو تراهات رواد المواقع الاجتماعية نظرًا لمعارضته لبعض الأفكار والسياسات التي تقوم بها الحكومة التونسية في الآونة الأخيرة.

ورسميًا تم نفي خبر الوفاة من قبل ماهر المذيوب مساعد رئيس مجلس نواب الشعب فقال في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي أن راشد الغنوشي في صحة جيدة وأن الأمر لم يعدو تعرضه لوعكة صحية مطالبًا بضرورة تحري الدقة في تناقل الأخبار والحصول عليها من مصدرها الموثوق.

وكانت عدة أنباء تحدثت عن وعكة صحية ألمت بالمفكر السياسي الاسلامي راشد الغنوشي ودخوله إلى إحدى المستشفيات التونسية لتلقي العلاج ومن ثم سارع رواد المواقع بالحديث عن وفاته إثر تلك الوعكة.

مواقف راشد الغنوشي

يُمكن القول أن راشد الغنوشي أحد أهم رجالات الدولة التونسية وعلى الرغم من تجميد البرلمان الشعبي التونسي لحين استخراج قانون انتخابي جديد إلا أنه بقيّ رئيسًا له وبقيّ على حاله في رئاسة حركة النهضة في تونس القائلة بالفكر الوسطي الإسلامي في دعم الحقوق والحريات الخاصة بالشعوب وتوفير مقتضيات الحياة الكريمة أولًا وأخيرًا.

وفي آخر مواقفه كان إلى جانب المتظاهرين داعمًا لحقوقهم التي خرجوا ليعبروا عنها في 14 يناير الماضي ومطالبًا قيادة البلاد ورئيسها قيس سعيد بإحقاق العدالة الإنسانية وتوفير الكرامة لهم بعيدًا عن ممارسات العنف التي لا تُفيد إلا في تأجيج المشاعر وهتك الحقوق.