شرح قصيدة يافا الجميلة

شرح قصيدة يافا الجميلة ، يافا الجميلة هي قصيدة مشهورة للشاعر الفلسطيني محمود درويش تعبر القصيدة عن حب الشاعر لمدينة يافا، التي تقع على الساحل الفلسطيني وتتمتع بجمال طبيعي وتاريخ ثري ، قصيدة “يافا الجميلة” تبدأ بوصف المدينة بألوانها وعبقها، حيث يصف الشاعر الأزهار والأشجار والبحر الأزرق الذي يحيط بالمدينة يوحي الوصف بجمال الطبيعة والبيئة الخلابة التي تحيط بيافا.

شرح قصيدة يافا الجميلة

ينتقل الشاعر إلى التاريخ والحضارة الغنية للمدينة يذكر أن يافا كانت مركزًا حضريًا راقيًا في الماضي، ويشير إلى القلاع والحصون التاريخية التي تعود إلى العصور القديمة. يستذكر الشاعر أيضًا الأحداث التاريخية التي شهدتها يافا، مثل الحروب والغزوات التي أثرت على المدينة وسكانها.

قصيدة يافا الجميلة مكتوبه كاملة

يعبر الشاعر عن حزنه وأسفه للواقع الحالي لمدينة يافا، حيث يتحدث عن التغيرات التي طرأت عليها، وتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية فيها يعبّر الشاعر عن حنينه للماضي الزاهر والاستغراب من التحولات والتغييرات التي شهدتها المدينة.

ب ” يافا ” يومَ حُطَّ بها الرِكابُ

تَمَطَّرَ عارِضٌ ودجا سَحابُ

ولفَّ الغادةَ الحسناءَ ليلٌ

مُريبُ الخطوِ ليسَ به شِهاب

وأوسعَها الرَذاذُ السَحُّ لَثْماً

فَفيها مِنْ تحرُّشِهِ اضطِراب

و ” يافا ” والغُيومُ تَطوفُ فيها

كحالِمةٍ يُجلِّلُها اكتئاب

وعاريةُ المحاسن مُغرياتٍ

بكفِّ الغَيمِ خِيطَ لها ثياب

كأنَّ الجوَّ بين الشمسِ تُزْهَى

وبينَ الشمسِ غطَّاها نِقاب

فؤادٌ عامِرُ الإيمانِ هاجَتْ

وسوِسُه فخامَرَهُ ارتياب

وقفتُ مُوزَّعَ النَّظَراتِ فيها

لِطَرفي في مغَانيها انْسياب

وموجُ البحرِ يَغسِلُ أخْمَصَيْها

وبالأنواءِ تغتسلُ القِباب

وبيّاراتُها ضَربَتْ نِطاقاً

يُخطِّطُها . كما رُسمَ الكتاب

فقلتُ وقد أُخذتُ بسِحر ” يافا ”

واترابٍ ليافا تُستطاب

” فلسطينٌ ” ونعمَ الأمُ ، هذي

بَناتُكِ كلُها خوْدٌ كَعاب

أقَّلتني من الزوراءِ رِيحٌ

إلى ” يافا ” وحلَّقَ بي عُقاب

فيالَكَ ” طائراً مَرِحاً عليه

طيورُ الجوِّ من حَنَقٍ غِضاب

كأنَّ الشوقَ يَدفَعُهُ فيذكي

جوانِحَهِ من النجم اقتراب

ركبِناهُ لِيُبلِغَنا سحاباً

فجاوزَه ، لِيبلُغَنا السّحاب

أرانا كيف يَهفو النجمُ حُبَّاً

وكيفَ يُغازِلُ الشمسَ الَّضَباب

وكيفَ الجوُّ يُرقِصُهُ سَناها

إذا خَطرتْ ويُسكِره اللُعاب

فما هيَ غيرُ خاطرةٍ وأُخرى

وإلاّ وَثْبةٌ ثُمَّ انصِباب

وإلاّ غفوةٌ مسَّتْ جُفوناً

بأجوازِ السماءِ لها انجِذاب

وإلاّ صحوةٌ حتّى تمطَّتْ

قوادِمُها ، كما انتفَضَ الغُراب

ولمّا طبَّقَ الأرَجُ الثنايا

وفُتِّح مِنْ جِنانِ الخُلدِ باب

ولاحَ ” اللُّدُّ ” مُنبسِطاً عليهِ

مِن الزَهَراتِ يانِعةً خِضاب

نظْرتُ بمُقلةٍ غطَّى عليها

مِن الدمعِ الضليلِ بها حِجاب

وقلتُ وما أُحيرُ سوى عِتابٍ

ولستُ بعارفٍ لِمَنِ العتاب

أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُدودٌ

وما اختَلفَ الطريقُ ولا التراب

ولا افترقَتْ وجوهٌ عن وجوهٍ

ولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب

فيا داري إذا ضاقَت ديارٌ

ويا صَحبيْ إذا قلَّ الصِحاب

ويا مُتسابقِينَ إلى احتِضاني

شَفيعي عِندَهم أدبٌ لُباب

ويا غُرَّ السجايا لم يَمُنُوا

بما لَطُفوا عليَّ ولم يُحابوا

ثِقوا أنّا تُوَحَّدُنا همومٌ

مُشارِكةٌ ويجمعُنا مُصاب

تَشِعُّ كريمةً في كل طَرفٍ

عراقيٍّ طيوفُكُم العِذاب

وسائلةٌ دَماً في كلِّ قلبٍ

عراقيٍّ جُروحُكم الرِغاب

يُزَكينا من الماضي تُراثٌ

وفي مُستَقْبَلٍ جَذِلٍ نِصاب

قَوافِيَّ التي ذوَّبتُ قامَتْ

بِعُذري . إنّها قلبٌ مُذاب

وما ضاقَ القريضُ به ستمحو

عواثِرَهُ صُدورُكم الرّحاب

لئنْ حُمَّ الوَداعُ فضِقتُ ذَرعاً

به ، واشتفَّ مُهجتيَ الذَّهاب

فمِنْ أهلي إلى أهلي رجوعٌ

وعنْ وطَني إلى وطني إياب

تختتم القصيدة بالتأكيد على أن يافا لا تزال جميلة برغم الظروف الصعبة، وأنها ستظل رمزًا للحضارة والثقافة الفلسطينية يعبر الشاعر عن أمله في أن تعود يافا إلى مجدها السابق وتستعيد مكانتها كمدينة عريقة ومزدهرة.

مقالات ذات صلة