حكم مدح النبي بالمدائح التي فيها غلو

حكم مدح النبي بالمدائح التي فيها غلو، لقد أكرمنا الله عز وجل بإرسال نبي لنا كان رحمة ومعلما لنا وهاديا لنا لطريق الحق بعدما غابت العقول العربية واستمرت في طريق الضلال لسنوات طويلة، ونجد لمقام وعلة مكانة النبي محمد بين الناس نجد البعض قد يبالغ في طريقة مدحه بطريقة تصل للغلو الأمر الذي تطلب منا تسليط الضوء على حكم الشرع في هذه المسألة.

حكم مدح النبي بالمدائح التي فيها غلو

قبل الخوض في أي حكم شرعي لا بد لنا من تعريف المدح والتعرف على أبرز أنواع المديح وحكم الشرع في كل نوع واحد منهما، فالمدح هو ذكر الصفات والخصال والأخلاق الجميلة التي ينبغي على كل شخص أن يصبح ويتخذه قدوة في جميع أمور حياته الدينية والدنيوية، ويجب أن نعلم بأن المديح للنبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى قسمين :

أولا : أن يكون مدحاً محمودا لا يصل لدرجة الغلو المحرم أي في حدود ما يستحقه صلى الله عليه وسلم فهذا جائز ولا بأس بهز

ثانيا: مديح الرسول ببعض الصفات والخصال التي تخرجه عن كونه بشريا لدرجة غلو قد تصله لحد الألوهية، وهذا محرم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وحرص أصحابه منه.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد - موارد تعليمية

الغلو والإفراط في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يجر إلى الشرك

دين الإسلام هو دين الوسطية ومعروف عنه أنه لا يوجد أي أمر فيه إلا التوسط دون المبالغة أو الإيصال لحد غير مقبول عنا، فكان أمر الغلو والإفراط في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قد يجر إلى الشرك إن وصل بالناس بتقديسه لمرحلة تجعله قريب من مرحلة الألوهية وهذا أمر حرام قطعا، لأنه لا إله سوى الله عز وجل، والمدح الخاص بالنبي من الجميل أن يكون في موضعه وبما يميزه عن غيره من البشر ولكن بطريقة تقبلها العقل فلا يكون ولا يوصف بأشياء خارقة يصعب على الناس وقتها اتخاذه قدوة لهم.

الغلو في مدح النبي صل الله عليه وسلم وبعض خرافات الصوفية -العلامة عبد الرحيم الطحان - YouTube

حكم مدح النبي صلى الله عليه وسلم

من المستحب أن نمدح نبينا بكل الصفات والأخلاق العظيمة التي كان يتحلى بها، فنجده كان نعم القائد ونعم الزوج ونعم الصاحب ونعم الأب، أي أنه قدوة حسنة في كل أمر كان يقوده لذلك من الواجب علينا مدحه بتلك الصفات ولكن بحدود يقبله الشرع ودون التجاوز عن الحد والوقوع بالشرك بالمبالغة في المدح، وهذا نهج نجده عند جماعة من المتشددين في الدين الإسلامي يطلق على أنفسهم لقب” الصوفية” فهذه المدائح التي تشتهر بها لا تجوز أبدا من الناحية الشرعية.

حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

لقد عاش النبي محمد صلى الله عليه وسلم حياة الزهد والتقشف وكان دوما يحرص على أن يكون طائع لربه في جميع العبادات والأمور التي فرضت عليه، لذلك كان يوصي أصحابه دوما في كل مجلس له من مجالسه بالابتعاد عن المبالغة في مديحه كما فعل النصاري في نبيهم عيسى عليه السلام، وكما فعل اليهود في موسى عليه السلام.

مقالات ذات صلة