قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل

قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل، تعود قصة العلاقات المتوترة بين المملكة وتايلند الى اكثر من ثلاثون عاما بسبب سرقة ماسة زرقاء من اقصر الملكي على يد عامل تايلندي وهي من الموضوعات المهمة التي سنتناولها بالتفصيل عبر سطور مقالنا التالي، حيث تعتبر من أبرز القضايا التي تطورت حتى أثارت الجدل السياسي الذي أدى إلى تقليص العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية ودولة تايلاند إلى أدنى مستوياتها على خلفية قضية مثيرة للجدل ونعتمد على رواية تتحدث عن سبب قطع العلاقات مع دولة تايلاند.

قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل

تدور قصة قطع العلاقات مع دولة تايلاند حول سرقة الماسة الزرقاء الشهيرة من أحد قصور الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية وما ترتب على تلك القصة من محاكمات واغتيالات خطيرة وكانت القصة كاملة على النحو التالي

بدأت القصة عندما توافد عمال من دولة تايلاند للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث تمكن الكثير منهم من كسب ثقة المواطنين والأمراء وغيرهم من أصحاب العمل، ومن بينهم العامل من أصل تايلاندي يُدعى “كرانكراي تيشمونج” وعمل بصفته حارسًا عند باب أحد القصور الأميرية فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود ونال ثقة الأسرة هناك ذات يوم، أثناء سفر الأسرة، دخل هذا العامل القصر وسرق جواهر للأمير ذات قيمة نادرة، وكان وزنها 90 كيلوجرامًا، وهو ما يعادل في تلك الحقبة مبلغ وقدرة 20 مليون دولار أمريكي ( أكثر من 70 مليون ريال سعودي)، ومن بين المسروقات كان هناك ماسة زرقاء ذات قيمة دولية ومميزة، لذلك قام كرانكري بنقل تلك الماسات وغيرها من الجواهر جواً إلى بانكوك بتايلاند، ودفن بالقرب من منزله، ومع عودة الأمير وعائلته إلى القصر، تم اكتشاف السرقة فأبلغت السلطات السعودية بالقضية، فتدخلت وحققت في القضية، فأبلغت السلطات التايلاندية، وقامت تلك السلطات بدورها باعتقال عامل كرانكري والبحث عن المسروقات التي تم العثور عليها في محيط المدينة م أنزله بعد أن اعترف بارتكاب هذا العمل الحقير، واعترف بكل الأسماء التي تورطت في تلك الجريمة وأرسلت الحكومة التايلاندية البضائع المسروقة إلى المملكة العربية السعودية بوفد دبلوماسي رفيع المستوى، لكن الجواهر كانت في حالة سيئة وفقدت ماسات زرقاء نادرة تم استبدالها بأخرى مزيفة، ما دفع المملكة إلى تعيين أربعة دبلوماسيين العمل في تايلاند للتحقيق في هذه القضية وتحول اضطهاد الجناة والحادث الكبير الذي أودى بحياة الدبلوماسيين إلى اغتيال من قبل إحدى الجماعات، ثم اغتيل رجل أعمال سعودي في تايلاند بسبب علاقته بالبحث عن المجوهرات، لذا فإن حكومة المملكة سحب المملكة العربية السعودية بعثتها الدبلوماسية ومنع استقدام أي عمالة من تايلاند وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدولة لعدم التعامل معها بإيجابية وللتلاعب بالسلطات في تلك القضية.

تفاصيل قصة قضية الماسة الزرقاء

وقعت تفاصيل قضية بلو دايموند في المملكة العربية السعودية وأدت إلى قطع دائم في العلاقات مع دولة تايلاند وكان أبرز تداعيات تلك القصة ما يلي

  • وقعت القصة في عام 1989 م عندما سرق عامل تايلاندي الأصل كان يعمل حارسا عند بوابة قصر الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود، 30 كيلوغراما من المجوهرات تحتوي على قطع نادرة من الماس.
  • تم نقل البضائع المسروقة إلى تايلاند ودفنها العامل بالقرب من منزله.
  • تم إبلاغ السلطات التايلاندية بالأمر بمجرد عودة أصحاب القصر الملكي إلى قصرهم بعد اكتشاف الحدث.
  • واستدعت السلطات العامل، كرانكري، الذي اعترف بتفاصيل السرقة كاملة، وأعطته أسماء ساعدته في إخفاء ملامح الجريمة.
  • تم استرداد البضائع المسروقة وإعادتها إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى، لكنها لم تكن مكتملة وتم استبدال الماسة الزرقاء بأخرى مزيفة.
  • تم تكليف أربعة دبلوماسيين سعوديين يعملون في تايلاند بمواصلة البحث عن الماس الأزرق النادر، ليتم اغتيالهم جميعًا وتصفيتهم.
  • اغتيل رجل أعمال سعودي على صلة بهذه القضية في تايلاند.
  • نشبت أزمة دبلوماسية أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لأكثر من 20 عامًا.

سبب قطع العلاقات السعودية مع تايلاند

وجاء السبب الرئيسي لقطع العلاقات السعودية مع دولة تايلاند على خلفية سرقة عامل تايلاندي لماسة زرقاء نادرة وما نجم عنها من اغتيالات وفشل رسمي للسلطات التايلاندية في التعامل مع الحدث كل الجهود السلمية لحل تلك الأزمة التي نشأت من خلفية السرقة التي اعترف بها العامل التايلاندي، لكن تسليم الجواهر كان شاهداً على عملية تزوير وإخفاء جواهر أخرى أدى النطق بالحكم، بالإضافة إلى التدخل السياسي في الأحكام القضائية وما إلى ذلك، إلى إدانة المملكة العربية السعودية وإعلانها قطع العلاقات مع دولة تايلاند بشكل كامل منذ عام 1989 م.

الاغتيالات المتعلقة بقضية الماسة الزرقاء

وهو من أبرز الأمور التي أدت إلى تصعيد الموقف العدائي على خلفية قضية بلو دايموند، حيث تم تكليف عدد من العناصر الأمنية من سفارة المملكة العربية السعودية بمتابعة التحقيق في قضية اللص التايلاندي الذي سرق كشف الماس وفريق الأمن السعودي عن سلسلة من التلاعبات بسبب تورط عدد من عناصر الشرطة التايلاندية في تلك القضية وأبلغهم بمعلومات كاذبة عن القضية لتضليل العدالة والفريق السعودي المكون من (عبدالله العلي)  المالكي، وعبدالله البصيري، وأحمد السيف، وفهد البحيلي)، وعبدالله المالكي، فاغتال الثلاثة الآخرون بالطريقة نفسها، ثم رجل الأعمال السعودي محمد بن غانم اللمعي الرويلي، تم اختطافه فور وصوله إلى بانكون للتحقيق في القضية، لمتابعة المحاكمة الجنائية في مقتل ثلاثة عشر شخصًا متورطًا في القضية، بمن فيهم زوجة وابن رجال الأعمال (سانتي سريت) هانكان المرتبط بالمملكة.

طبيعة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتايلاند

شهدت العلاقة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية تطورات خطيرة بسبب فشل السلطات التايلاندية في التعامل بشكل إيجابي مع جريمة السرقة والقتل الناتج عنها، حيث ارتفع عدد العمال التايلانديين من 200 ألف عامل عام 1989 م إلى أقل من 10 آلاف عامل في عام 2008 م وعاد هذا الاغتراب لخسائر فادحة على الاقتصاد التايلاندي بعد أن سحب رجال الأعمال السعوديون جميع استثماراتهم من تايلاند وأوقفوا جميع التعاملات التجارية مع المملكة العربية السعودية قدر المحللون الاقتصاديون حجم الخسارة من الاقتصاد التايلاندي بما يصل إلى مليارات الدولارات الأمريكية، بالإضافة إلى خسارة عشرات الآلاف من العمال التايلانديين لفرص عملهم في المملكة.

حقيقة عودة العلاقات مع تايلاند

عُقد الاجتماع الدبلوماسي الأخير في العاشر من أكتوبر 2016 م وجمع هذا الاجتماع وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير ورئيس وزراء تايلاند (برايوت تشان أوشا) ورئيس المملكة البحرين (الأمير خليفة بن سلمان) على خلفية قمة حوار التعاون الآسيوي، والتي تنص على ما يلي

  • تقدم الحكومة التايلاندية تعويضات مالية كبيرة لجميع العائلات المتضررة من الضحايا الدبلوماسيين السعوديين.
  • تتخذ الحكومة التايلاندية زمام المبادرة للسماح للسعوديين بدخول تايلاند دون الحاجة إلى تأشيرة.
  • توفير عدد كبير من التسهيلات الاقتصادية لجميع رجال الأعمال السعوديين الراغبين في العمل في تايلاند.
  • رعاية صناعة السيارات وقطاع التصنيع في المملكة العربية السعودية.
  • تقديم عدد كبير من الخبرات للمملكة العربية السعودية في مجالات عمل مصانع الأجهزة الكهربائية المنزلية والزراعية وغيرها من الخبرات التايلاندية.

مقالات ذات صلة