اعلى مراتب الدين

اعلى مراتب الدين، حين بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بالدين الجديد هيئ له الأسباب ليستمر وينتشر إلى أن وصلنا في وقتنا الحاضر فانتقل من الدعوة السرية إلى الجهرية وبات الملتفين حول النبي صلى الله عليه وسلم كثر ليس صحابته أو أهله فقط بل امتد الأمر إلى الكثير من اهل الحجاز الذين آمنوا بما يدعو إليه النبي وقد أنزل الله في هؤلاء آيات كثيرة، ولكن ما يدور عنه الآن هو مراتب الدين فليس كل انسان فطر على الاسلام حقق مراتب الدين جميعها والتي تم تحديدها بثلاث مراتب تتفاوت في قوتها فما أعلى مراتب الدين.

مراتب الدين ابن باز

يقول الشيخ الجليل أحد كبار علماء المسلمين في المملكة العربية السعودية أن الدين له ثلاث مراتب أولها الاسلام وآخرها الإحسان وبينهما يستقر الإيمان وقد حدد مرتبة الاسلام بأنها المرتبة العامة التي يُفطر عليها الإنسان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحدد أركان الاسلام كما جاءت في الحديث النبوي وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا ويُشير إلى أن كل انسان يُؤمن بهذه الأركان ويأتي بها فقد دخل الاسلام ولكنه لم يُكتب مؤمنًا والسبب أن هناك ستة أركان للإيمان من فطنها وآمن بها فهو مؤمنًا وهذه الأركان هي الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ثم تأتي المرتبة الثالثة للدين وهي الاحسان وهو عبادة الله حق عبادته أي عبادته كأنك تراه وألا تكون عدم رؤية الانسان لله سبحانه وتعالى دافعًا للقيام بالذنوب والمعاصي والتقصير في الأعمال الصالحة.

أعلى مراتب الدين

بعد شرح مراتب الدين والتي تبدأ بالإسلام ثم تسير باتجاه الايمان وصولًا إلى الاحسان فقد يُخيل للإنسان أن أعلى المراتب هي المرتبة الأولى أي الدخول في الاسلام ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فإن عبادة الإنسان لله كأنه يراه في كل تفاصيل حياته هي أعلى مراتب الدين وهي في الاصطلاح تُعرف بالإحسان، فالإحسان ليس أن تكون مسلمًا فقط أو أن تكون مؤمنًا وتُحقق مبادئ الإيمان في حياتك وإنما هو أن تتحلى بهما مع التأكيد على أن الله سبحانه وتعالى فوق كل ذي علم عليم وأنه يراك ولو لم تراه أنت فتعبده كأنك تراه فلا تخلو بنفسك في الذنوب ولا تشيع الفواحش.

ما هي العلاقة بين مراتب الدين

قد يسأل البعض عن العلاقة بين مراتب الدين الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان والواضح أن كل منها يؤدي إلى الآخر فالانسان لا يكون مؤمنًا إلا إذا تحلى أولًا بالاسلام وأقام أركانه الخمسة وأيضًا كيف سيكون محسنًا إن لم يوقن بمبادئ الايمان الستة ويفطن تمامًا إلى أنها مرتبة أقوى من الاسلام وأخص يختص الله بها من يشاء من عباده ويكون لهم أجرًا مختلفًا عن أولئك الذين يقولون بالاسلام ولكنهم قد يأتوا ببعض الفواحش ثم إذا استتابوا يُستتابوا.

فالعلاقة هنا بين مراتب الدين هي التداخل والتشابك والتكامل.

الاحسان في القرآن  الكريم

حدثنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن المحسنين وأخبر بصفاتهم ومبادئ حياتهم فهم أولئك الأشخاص الذين يُتمون أعمالهم بأفضل الأشكال سواء بإتقان العمل أو بتمام الدين والإخلاص له إخلاصًا تامًا، ومن الآيات التي تُشير إلى أن الإحسان هو أعلى مراتب الدين :” وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين، إنه هو السميع العليم” فكما أخبرنا الإحسان هو أن تعبد الله وكأنك تراه وهنا المسلم يعبد الله ويعلم أن الله سبحانه وتعالى يرى أفعاله وما يختلج قلبه أثناء قيامه بتلك العبادات فالخشية والخوف والتعظيم لله أثناء أداء العبادات هو ضمن الإحسان ومقامه هنا مقام الإخلاص لله لأن الإنسان لا يرى الله ولكن لديه اليقين بان الله يراه.

مقالات ذات صلة