قصة من خيالك عن الارادة والتصميم

قصة من خيالك عن الارادة والتصميم، تترك الحروب ذكريات قاسية على قلوب من عاشوها، ربما تدوم لسنوات طويلة، وقد لا يمكن التخلص منها بسهولة، فما إن تنتهي الحرب حتى تتكشف المأساة في نفوس الأطفال بشكلٍ أكثر وجعًا، أصوات القنابل والصواريخ والقذائف تبقى في مخيلتهم تُنغص حياتهم وتُعيد إلى أذهانهم مشاهد القصف والدمار في كلِ حين، وتزداد وطأة الألم لدى الأطفال المصابين بشكلٍ أكبر تتغلغل الصدمة في أعماقهم ويشهدونها في تفاصيل أجسادهم المبتورة بفعل الصواريخ والقذائف، وهنا سنكتب لكم قصة عن الارادة والتصميم لطفل أفقدته رصاصة حرب متفجرة قدمه فتحداها بابتسامة وواصل مسيرته التعليمية

قصة من خيالك عن الارادة والتصميم

في العام 2018 كان محمد، ابن الخمسة عشر ربيعًا، واحد ممن طبعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ألمها على جسده، رصاصة متفجرة أصابته في قدمه اليمنى وقضى ببترها من أعلى الركبة.

كان ذلك قبل أربع سنوات حين شارك في مسيرات العودة السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إذ استهدفه الجنود هناك بطلق ناري متفجر لم تفلح معه محاولات الأطباء انقاذ قدمه، فكان قرار البتر أوجع من تلك الرصاصة.

شخصيات قصة عن الارادة والتصميم

تتمحور القصة حول الطفل محمد، حيث استفاق محمد بعد أيامٍ من إصابته وما إن نظر إلى جسده فلم يجد نصف قدمه اليمنى، كانت عيون من حوله ترقب ردة فعله، مستعدون لتهدئة روع قلبه، يخشون عليه من وقع الصدمة غير أنه فاجئهم بابتسامة رضا ملأت ملامحه المتعبة نورًا.

رغم شراسة الألم الذي نهش جسده النحيل إلا أنه لزم الابتسامة أخبر الجميع من حوله أن قدمه سبقته إلى الجنّة وأنّه لاحقٌ بها شهيدًا حين يشاء الله.

المشكلة في قصة الإرادة والتصميم

خرج محمد من المستشفى يستند في وقفته على عكازين لكنه لم ييأس ولم يشعر بالعجز، لملم جراحه وبدأ يُفكر في مستقبله، كان يحلم بأن يُصبح طبيبًا يُعالج المرضى ويكون عونًا لهم في الوصول إلى مرحلة الشفاء، تساءل بينه وبين نفسه كثيرًا هل سيتمكن أن يقوم بعمله ويُمارس حياته الطبيعية بقدمٍ واحدة وعكازين يُساعدانه في الوقوف والمشي.

بحث محمد عن حل يُمكنه من خلاله العودة إلى حياته الطبيعية وبينما كان يُقلب صفحات المواقع الالكترونية على جهاز الحاسوب حتى وجد إعلانًا لمستشفى حمد الخاص بصناعة وتركيب الأطراف الصناعية لأصحاب اصابات البتر، تأججت أساريره فرحًا وبدأ في التواصل مع المستشفى.

خضع محمد لجلسات تأهيل فيزيائي طويلة حتى تمكن برفقة الأطباء والمختصين من إعادة الحياة إلى قدمة ومن ثم كان القرار بتركيب طرف صناعي يُمكنه من العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية دون أي معيقات وتحقيق أحلامه دون تذكر ألم الإصابة وسيطرت تبعاتها على جسده.

الحل في قصة الإرادة والتصميم

أشهر طويلة مرت على محمد لم يفقد فيها الأمل، كان متمسكًا به كما يتمسك النبض بالقلب ليُبقيه حيًّا، واستطاع بعدها أن يمارس المشي وحده بمساعدة الطرف الصناعي وما إن تعافى حتى حمل على ظهره حقيبته المدرسية تشحذه الإرادة والعزم ليُناضل مجددًا بالعلم راسمًا بذلك لوحة عز تُبشر بمستقبل زاهر خالٍ من شعور اليأس والعجز الذي أراد أن يُسكنه الاحتلال الإسرائيلي في قلبه حين استهدفه برصاصه المتفجر المحرم دوليًا.

يُصر محمد على إكمال مشواره التعليمي والمهني، تراه يوميًا يخرج من بيته راسمًا ابتسامة الأمل على محياه مستعدًا لمواجهة صعوبات الدراسة والتي تأخر عنها قليلًا بسبب الإصابة ورحلة العلاج الطويلة، يُحاول في كل حين أن يتلمس المعرفة فيُطوع كل تقنيات التعلم الحديثة ليحظى بمزيد من المعرفة في مختلف المواد الدراسية وبخاصة المواد العلمية.

يتوسد محمد حلمه في كل مرحلة دراسية ينهيها ويستعد للأقوى والأكثر توسعًا في المقررات العلمية من الفيزياء والأحياء والرياضيات، محمد لا يملك ثروة مادية من أبيه أو جده لكنه يملك قوة عزم تجعله يتخطى العقبات بنجاح كبير وهو ما لا يجده الكثيرون ممن أصيبوا بإعاقة في نفوسهم.

اليوم يقف محمد على عتبات مستقبله يود أن يُنهي رحلته مع الدراسة الثانوية ويحظى بمعدل عالٍ يُمكنه من دراسة الطب ليكون جنديًا يُضيء حياة أهله وشعبه بعمله يُنقذ حياة الجرحى ويُساعد المصابين على التعافي لاستكمال رحلة النضال بالنصر والتحرير.

 

مقالات ذات صلة