لماذا لا يصلي في مراح الابل

لماذا لا يصلي في مراح الابل، الصلاة هي أحد الحالات الوجدانية التي يخضع فيها قلب الإنسان وجسده لله سبحانه وتعالى يُؤدي الفريضة بقلبٍ خاشع طائع لله سبحانه وتعالى في أمره، وللصلاة شروط عديدة أهمها الطهارة في الثوب والبدن والمكان، ومؤخرًا تم الحديث عن جواز  الصلاة في مراح الابل حيث تُشير بعض الفتاوى التي تستند إلى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم جواز الصلاة في مراح الابل، ويتساءل الكثير ممن يهتمون بتفسير الفتوى لتطبيقها عن معرفة وإيمان لماذا لا يصلى في مراح الابل؟

ما هو مراح الابل

تُشير التفسيرات اللغوية إلى أن مراح الابل هو مكان الراحة للإبل والبعض الآخر يُشير إلى أن المبرك الخاص بالابل، وكلمة مراح هي كلمة عربية فصيحة صحيحة ويتم تداولها في العامة بلفظين في النُطق فالبعض ينطقها بضم الميم والبعض الآخر بفتح الميم ولكن الأصوب لغويًا أن تُنطق بضم الميم باعتبارها اسم مكان من الفعل الرباعي “أراح” ولذلك تُنطق “مُراح”.

وفي المعنى الترادفي يُمكن القول أن المُراح هو الحظيرة والمكان الذي يستريح فيه الحيوان سواء كان ابل أو غنم أو حصان أو حمار أو غيره وأحيانًا يُطلق عليه في اللغة العربية مربض وأحيانًا ثالثة مبرك أو زريبة أو اسطبل ولكنها جميعًا تدل على معنى واحد وهو مكان الراحة.

أماكن لا يجوز الصلاة فيها

حدد الهدي النبوي الشريف الوراد إلينا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة للإنسان المسلم تجوز في أي مكان وعلى أي حال كان عليه المسلم وحدد البدائل الخاصة بالوضوء والقبلة وغيرها كالصلاة وحالتها وقت الحرب والسفر وغيرها وإنما يدل ذلك على عظم الفريضة وضرورة ألا يتهاون الإنسان المسلم في أدائها وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم :” جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فحيثما أدركت رجلًا من أمتي الصلاة فليصل”

ولكن على الرغم من ذلك تبقى بعض الأماكن التي لا يجوز للمسلم الصلاة فيها وجاء في الحديث الشريف عن الترمذي :” “الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام”، كما قال  صلى الله عليه وسلم: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” وفسر العلماء العله في النهي عن الصلاة في المقبرة أنها تأتي في إطار عبادة أصحاب القبور وأما الحمام فلأنه مكان كشف العورات ولا يخلو من النجاسة

حكم الصلاة في مراح الإبل – إسلام ويب

وردت الكثير من الأحاديث في السنة النبوية الشريفة تُشير إلى طهارة الإبل وإحلال أكل لحومها تمامًا كما الغنم ولكن في أمر الصلاة فالحكم يختلف قليلًا خاصة في مراح الإبل والذي يعني مطاعنها ومباركها وكل ما يُمكن أن يأتي في إطار إراحتها وعند مشارب الماء وغيرها.

ويقول العلماء أن أوراث الإبل وأبوالها نجسة حتى ولو كان الحيوان طاهر ولذلك فإن الصلاة في مراح الابل لا تجوز ، وجاء في الفتوى عن الإمام بن عثيمين أن مراح الابل من مطاعن الابل فهي إذا شربت وقفت حول الماء وعطنت ولذلك سمى مطاعن وأشار أن اهل العلم ألحقوا بالمطاعن المراح الذي تريح فيه الابل وتقيم فيه وهو نجس ولا يجوز للمسلم أن يؤدي الصلاة المفروضة في مكان نجس

لماذا لا يصلي في مراح الابل

أجمع العلماء على أن الإنسان المسلم لا يصلي في مراح الابل واعتدوا في تعليل ذلك نجاسة المكان حتى وإن كان الحيوان طاهرًا فالمكان الذي يستريح فيه قد لا يخلو من النجاسة كالروث والبول وغيره وقال العلماء أن النهي هنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله رجلًا أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ. قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم فتوضأ من لحوم الإبل. قال: أصلي في مرابض الغنم؟  قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا” هو نهيًا تعبديًا ولكنه اختلفوا في المعلل والراجح ما أخبر به ابن عثيمين أن النهي عن الصلاة في مبارك الابل ومراح الابل لأنها أماكن يستتر بها البول والغائط ولا تكاد تسلم من النجاسة وهو الأمر الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه  :” الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام”.

مقالات ذات صلة