عبارات عن ذكرى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

عبارات عن ذكرى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقد كان الموت هو حق وأمر واقع لجميع الكائنات الحية فلا يبقى سوى رب العزة جل وعلا، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان دوما الاستعداد للقاء بربه وكان محضر ليوم وفاته وعلى علم بقرب دنوه وأجله، وكان خبر وفاته صادم وحزين على أصحابه الذين لم يصدقوا الخبر في بداية الأمر.

عبارات عن ذكرى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد أبدع الكثير من الشعراء والمثقفين في كتابة أجمل العبارات وتنظيم القصائد التي كانت في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد الصحابة أحب الناس إلى قلوبهم وكان نعم المعلم والقائد الذي يعزز القيم الإيمانية بشكل دائم في نفوسهم الامر الذي جعل الكثير من الأدباء والمثقفين يصوغ أجمل ما قيل في رثاء وفاة رسولنا الأعظم وهو يصف حال أصحابه من بعد سماع هذا الخبر وكيف الألم بالفؤاد أصبح مستقرا من باب الحزن على فراق الحبيب ومن هذه العبارات كالتالي:

  • رسولنا قدوتنا، حبه متغلغل في أفئدتنا، صلى عليك الله يا علم الهدى، يا نبي الرحمة، يا خير هادي إلى الصراط المستقيم.
  •  رسولنا الكريم أخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، صلوات ربي عليك ورحمته، يامن أشعلت فينا حب الهداية، وأنرت لنا طريق، يا نبراس الهدى، يا خير الورى، يا حبيبي يا محمد.
  • أنرت بنورك دروب السالكين، علمت الناس الخير بخطاك الرصين، هديتنا إلى الصراط المستقيم، اللهم شفعني بجاه نبيك حينما نلقاك يا رب العالمين.
  • يا خاتم الرسل الكرام محمد، بالوحي والقران كنت مطهراً، لك يا رسول الله صدق محبة، وبفيضها شهد اللسان وعبرا.

نعي وفاة النبي محمد

لقد كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من الأخبار الصعبة والحزينة التي مرت بأصحابه واهل بيته، حتى إن خبر وفاته جعلت الكثير من ضعاف الإيمان تكشف على حقائهم بالردة والعودة عن الإسلام، مما جعل الخليفة أبو بكر الصديق يشحذ سيفه لمقاتلة المرتدين، وقد نظمت أجمل أبيات الشعر والقصائد والمجالس التي نظمت بالاحتفال بذكرى وفاته، وقام بنعيه الصحابي الجليل أبو بكر الصديق عندما وقف يخطب في المسلمين من أجل مواساة نفوسهم الحزينة على وفاة قائدهم ورسولهم وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله.

خطبة عن وفاة الرسول

لم تتوقف القصائد والأشعار والعبارات والخطب الدينية التي عبرت عن حال المسلمين بوفاة النبي محمد، وكان يحرص الخطباء على تجديد الهمة والإيمان في نفوسهم من أجل إكمال مشوار الدعوة الإسلامية الذي وضع في أعناقهم بعد وفاة الداعي والهادي إلى طريق الحق والرشاد، حيث نجد أن من هناك يبحث عن بعض الدروس والعظات المميزة بمناسبة اقتراب ذكرى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لقد كان الموت حق وأمر لا يمكن لأحد أن ينفذ منه فهو العبرة والعظة لبقية الأحياء من حول الشخص الذي يموت ، ومن تلك الخطب منها:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا المشتاقونَ لِنَبِيِّهِم.. أَيُّهَا الْمُحِبُّونَ لِنَبِيِّهِم.. هَذَا هُوَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَاخْتَارَه عَلَى خَلْقِهِ، وَكَرَّمَهُ وَجَمَّلَهُ وَقَرَّبَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْبَشَرِ كَافَّةً، عَاشَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ يَمْشِي عَلَى الشَّوْكِ وَيُؤْذَى فِي اللَّهِ وَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى آخِرِ عُمُرِهِ، طُرِدَ مِنْ مَكَّةَ فَأَقَامَ دَوْلَةً، حُورِبَ فِي الْمَدِينَةِ فَصَبَرَ حَتَّى اسْتَقَامَتْ لِلْمُسْلِمِينَ حَيَاتَهُم، وَمَا تَرَكَ خيراً إلَّا وَضَّحَه وَرَغّبَهُمْ فِيهِ، وَلَا شراً إلَّا حَذَّرَهُم مِنْه.

هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَذَلَ كُلَّ نَفِيسٍ مِنْ أَجْلِ إيصَالِ الدِّينِ وَتَعْلِيمِ الْبَشَرِيَّةِ، ثَبَتَ بِيَقِينِهِ حِينَ فَرَّ النَّاسُ، وَوَثَقَ بِرَبِّهِ حِين ظَنَّ الْمُنَافِقُونَ أَنَّهَا النِّهَايَةُ ﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].

هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِالإِيمَانِ بِهِ وَتَوْقِيرِهِ وَنُصْرَتِهِ وَالسَّيْرِ عَلَى نَهْجِهِ؛ فَقَالَ فِيهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ [الفتح: 9] وَقَال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].

هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. مَحَبَّتُهُ أَصْلُ الْإِيمَانِ، وَتَقْدِيمُ أَوَامِرِه مِنْ أُسُسِ الْإِسْلَامِ.

كَان الصَّحَابَةُ يُحِبُّونَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحَبَّةً لَا يَسْتَطِيعُ الْوَصْفُ إدْرَاكَهَا، كَانُوا إذَا أَمَرَهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، وَإِذَا نَادَاهُم قَالُوا: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيْ لَا نَفدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا فَحَسْبُ، بَل بآبائِنَا وأمهاتِنَا.

فَهَل نَحْن نُحِبُّ النَّبِيَّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟ هَل نَحْنُ نَتَّبِعُ سُنَّتَهُ ونقتفي آثَارَهُ ونَتشَبَّهُ بِهِ فِي أَخْلَاقِهِ وَسِيرَتِهِ؟

فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذِهِ الْمَحَبَّةِ؟ أَيْنَ نَحْنُ مِنَ التَّمَسُّكِ بِسُنَّتِه؟ أَيْنَ نَحْنُ مِنَ الِاقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ؟

فاللهمَّ اغْفِرْ لَنَا تَقصِيرَنا وتفرِيطَنا وَجَهْلَنَا.

نَسْأَلُ اللهَ تعَالى أَنْ يُوَفِّقَنَا لاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ والسَّيْرِ علَى هَدْيِهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

اللَّهُمَّ انْصُرِ الإِسْلامَ وأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَعْلِ بِفَضْلِكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ والدِّينِ، وَمَكِّنْ لِعِبَادِكَ الْمُوَحِّدِينَ، واغْفِرْ لَنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والأَمْوَاتِ.

اللهمَّ وَفِّقْ ولي أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بناصيته لِلبِرِّ وَالتَّقْوى، واجْعَلْ وِلايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ واتَّقَاكَ.

اللهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا فِي مَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِهَا، اللهُمَّ انْصُرْهُمْ علَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، وَرُدَّهُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وبالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

تاريخ وفاة النبي بالهجري

توفي في السنة 11 هجري أي في 12 من شهر صفر، وقبل وفاته بيوم كان قد استأذن النبي من أزواجه جميعا أن يتم نقله لبيت السيدة عائشة وبالفعل تم نقله ودعا ابنته فاطمة رضي الله عنها بالحضور وجلس في حضن ابنته وأخذ يودعها بكلمات في أذنها جعلتها تبكي في أول مرة ثم ضحكت لأنه بشرها أنها أول أهل بيته لحوق به وأنها ستكون من سيدة نساء أهل الجنة، الأمر الذي كان بمثابة العزاء الوحيد للسيدة فاطمة على فراق أبيها وخاصة أنها أحب بناته لقلبه.

مقالات ذات صلة