كيف يعرف المظلوم أن دعوته على الظالم قد استجيبت

كيف يعرف المظلوم أن دعوته على الظالم قد استجيبت، فالظلم يكون ظلام يوم القيامة، والظلم له عواقب كثيرة وسيئة على الأفراد والأمم، وهو من أسوأ الأخلاق وأعظمها من الذنوب وأحد أسباب مصيبة العباد وجلب المصائب على الناس، واستعاذ النبي – صلى الله عليه وسلم – من شدة الخطر وأثره الكبير، ولأن الحكم في طلب المظلوم يتبين مع العلم باستجابة الطلب.

دعاء المظلوم ضد الظالم

حقًا يمكن للشيطان أن يوسس للناس لاستبداد الأرض والاستبداد ويظلم بعضهم البعض، لذلك إذا فرض الظالم ظلمه على المظلوم، متعمدًا أن يتسبب لهم في الشر والشر الجور، فهذا شكل من أشكال القهر، وهذا حرام ومحرّم في الشريعة الإسلامية، وأن المظلوم ضعيف دائما، ومنهك، ولهذا شرع أن لله سلاح عظيم، وهو الطلب، عريضة المظلوم ضد الظالم تستجيب بعون الله، ولو صبر و غفر خير له في الدنيا والآخرة، فإن الله لا يضيع أجر فاعلي الخير، والله تعالى رسوله أعرف أفضل

كيف يعرف المظلوم أن دعوته على الظالم قد استجيبت

الدعاء على الظالم نفسه انتصار للمظلوم، ولا يشترط أن يستجيب دعاء المظلوم كما هو، بل يحسب يوم القيامة ليؤخذ المظلوم من حسنات الظالم، أو تؤخذ من الحسنات للمظلوم وتعطى للظالم ثم تُلقى في النار، أو تكون إبراء للظلم المظلوم، يصد سخطه منه، ويخفف من معاناته، أو ينقلب موقف الظالم رأسًا على عقب، حتى تراه في حيرة، ويقلب رأسه على كعبيه، ويعجز عن نشر ظلمه وظلمه، فساد على الأرض، وما يدل على أن دعاء المظلوم مشروع هو أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يسأل الله – سبحانه وتعالى – في دعائه للنصر على الظالمين، الله ورسوله أعلم.

حكم الدعاء على الظالم ومعرفة أن الدعوة قد أجيبت

طلب المظلوم على الظالم مباح بقدر ظلمه، لأن الله سبحانه وتعالى ، وقد فسر العلماء هذه الآية بأن الله تعالى لا يحب أن يدعو العبد على العبد إلا بظلم على سلطة فاعلي الخير الذين يحبهم الله وأجرهم عظيم عليه، وقد ورد في السنة والحديث دليلاً على شرعية الدعاء ضد الظالمين مثل دعاء سعيد بن جبير عن الحجاج، والمظلوم يعلمون أن الدعاء استجاب له برؤيته مستوفيا أو زوال ظلم الظالم، ويمكن أن يتأخر الجواب، فعلم ذلك عند الله.

كيف يكون دعاء المظلوم على الظالم نصرا

عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كما أخرجت أم عائشة المؤمنة – رضي الله عنها – أنه قال “من صلى على الظالم فقد فاز، قال لأهل العلم أن الدعوى على الظالم من أنواع الانتصار بالنسبة له، فيكون أحوال المظلوم مع الظالم إما أن يغفر له وهو في أعلى المراتب أو ينتصرعليه بالصلاة ونحوه، أو يظلمه ويظلمه، وزادوا بشرح، وقالوا إن المظلوم يستحق أن يؤخذ في آخر يوم من أعمال الظالم، أو أن الظالم يأخذ من شر المظلوم، فإذا دعا المظلوم إلى مظلومه في هذه الدنيا فقد أخذ منه جزء من حقه فيخفف بذلك خطيئة الظالم وخطيته، الآخرة والله ورسوله أعلم.

صفات الظالمين

شرح كيف يعرف المظلوم أن دعواه ضد الظالم، فالظلم له عواقب وخيمة على الظالم في الدنيا والآخرة، وأن للظالمين خصائص خاصة يعرفون بها، ومن أبرز سمات الظالمين ما يلي

  • إنكار آيات الله والانحراف عنها هم الذين يبتعدون عن الهدى ويتبعون الآيات الصريحة.
  • تجاوز حدود الله يتعدى الظالم على حدود الله وقداسته، ولا يطيعون وصايا الله، ويمتنعون عما نهى عنه.
  • إنهم لا يحكمون على ما أنزله الله إذا كان الإنسان مقررًا وقائدًا، فلا يحكم بالاستقامة، فهو ظالم.
  • إتباع المشركين يهتم الكفار بإرضاء الكفار وتفضيل الإسلام وحكومات الإسلام والمسلمين.
  • يضل الرجال ويبعدهم عن الحق حيث يهتم أن تذهب مصلحته، ولو كان ذلك على حساب الحق، فيكذب، ويشهد بالزور، ويبحث عن العالم، يلهث وراءه.
  • رفض ذكر الله وكذلك خيانة الحق ونشر الإثم ومحاولة إبعاد الناس عن الحق باستمرار.

هل يعوض الله المظلوم عن مظلمته

وقد جاء في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال (اتق دعوة المظلوم)، والله سبحانه وتعالى يعوض المظلوم عن ظلمه في الدنيا والآخرة، وينتقم من مظلومهم، ومثل المظلوم، فإن الله يأخذ من الحسنات الأولى ويعطيها للثاني، وإذا استنفدت حسناته، يلقي شر المظلوم على الظالم، وهذا لمن لم يأخذ حقه في الدنيا الشرير.

صفة دعوة المظلوم المستجابة والحكمة من تأخر الاستجابة

طلب المظلوم بقلب حاضر وقلب واثق يجيب، لأن المظلوم قد ضرب بنار الظالم وتمزق قلبه وقلبه وتمزق أحشائه فسحق خاشعة وخائفة بين يدي الله حيلته الوحيدة هي الصلاة، ولكن قد لا يستجيب بسرعة، فقد تتأخر الإجابة بحكمة الله تعالى، لما صلى موسى على فرعون وقومه أن يعاقبوهم على كفرهم، أخبره الله تعالى أن طلبه قد استجاب، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد أربعين سنة، وهذا يرجع إلى حكمة الله العظيمة والله والرسول، أنا أعلم أفضل.

مقالات ذات صلة