من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا

من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا ، كثيرًا ما تتوارد على مسامعنا هذه العبارة وهي شطرمن بيت شعري في قصيدة متكاملة عن فضل المعلم خطها شاعر مصري في العصر الحديث وتحديدًا في القرن التاسع عشر، ويُعتبر هذا الشاعر الأبرز بين أبناء جيله آنذاك واشتهرت كلماته الشعرية بسلاستها ودقة أسلوبها وجمال تعبيراتها وصورها ، فهل تعرفون من القال قم للمعلم وفه التبجيلا؟

مكانة المعلم العربي

يُعد المعلم الشخصية الأقدر على تغيير واقع معين من خلال منح تلامذته أفكارًا جديدة تُعزز وجودهم الفاعل في الحياة ولذلك فيتم الاحتفاء به بيوم المعلم للحديث عن انجازات المعلمين والتعريف بسيرهم والتأكيد على دورهم الهام في تربية النشء وتطويره بما يتوافق مع محددات التنمية التي تُقرها أي دولة.

أشعار عن المعلم

المكانة العظيمة للمعلم في تربية النشء دعت الكثير من الكتاب والأدباء على مر العصور الحديثة إلى نسج الكلمات التي تُعبر امتنانهم للمعلمين والتعريف بدورهم ومكانتهم في المجتمع فقال أحد الشعراء :-

قف للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي.. يبني وينشئ أنفسًا وعقولا

فها اختصر الشاعر دور المعلم وقدراته السامية في صناعة مستقبل الأجيال وبناء الأوطان بسواعدهم ويُشير إلى أن العلم سلاح المستقبل وحصن الأمان للنشء وأنه المعزز للغد الأجمل والممهد الذي يأخذ الأبناء ليكملوا مسيرة الآباء ويضعوا حجر الأساس لتكمله الأجيال من بعدهم جيلًا بعد جيل.

من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا

إنه أمير الشعراء أحمد شوقي الذي اعتلى عرش الشعر العربي ولقب بهذا اللقب في العام 1927 من القرن الماضي وذلك بسبب غزارة إنتاجه الشعري، وتميز شعره بغرابة الألفاظ وسهولة الأسلوب، وتعتبر هذه المقولة :” قم للمعلم وفه التبجيلا” شطر من بيت شعري في قصيدة طويلة تحدث فيها عن المعلم ومكانته في بناء الأجيال وصناعة المستقبل فقال:

قف للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي.. يبني وينشئ أنفسًا وعقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ .. عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ.. وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً..  صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

من هو الشاعر أحمد شوقي صاحب مقولة قم للمعلم وفه التبجيلا

أحمد شوقي هو شاعر مصري من أبرز شعراء العصر الحديث وقال نال شهرته في القرن التاسع عشر فهو من مواليد السادس عشر من أكتوبر عام 1868، والده شركسي ووالدته يونانية تركية وقد توفي في الرابع عشر من أكتوبر لعام 1932 عن عمر ناهز الأربعة وستين عامًا.

وقد تلقى علومه الدراسية في كتاب الشيخ صالح في مصر وبعد أن أنهى التعليم الثانوي في العام 1885 التحق بمدرسة الحقوق ودرس القانون فضلًا عن التحاقه بدراسة الترجمة في اللغة الفرنسية والتي أنهاها في العام 1889 .

منذ صغره كان شغوفًا بفنون الأدب وتتلمذ بين يدي حسين المرصفي، والشيخ حفني ناصف، والشيخ محمد البسيوني البيباني، واستطاع أن يتفوق في العلوم الأدبية وقد عرف بغزارة إنتاجه الشعري، وكانت أشعاره مميزة بغرابة ألفاظها وسهولة أسلوبها ولم يقتصر ابداعه الأدبي على الشعر فقط بل كتب مسرحیات حاكى بها نماذج الشعراء الغربيين من أمثال: شكسبير، وكورني، وراسین وألف العديد من الروايات الهامة فضلًا عن كتابة الكتب فله كتابين كتاب أسواق الذهب وكتاب دول العرب وعظماء الإسلام.