ماذا يحدث في غزة

ماذا يحدث في غزة، على وقع الرصاص وأزيز الطائرات يصحو ويغفو السكان في بقعة الأرض المطهرة المسماة غزة، هناك لا شيء يلوح في الأفق سوى الموت وانتظار أن يأتي بغتًة بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي احترف إشاعة الموت بينهم منذ عام 1948 حين هجرهم من ديارهم في بلداتهم الأساسية وزج بهم إلى هذه البقعة ليُحاصرهم ويسهل عليه كسر شوكتهم متى يُريد، غير أن الحال تبدل شيئًا فشيئًا وأصبحت غزة أكثر مناهضة للاحتلال وأشد صلابة في الرد على انتهاكه واستباحته للدم والحق الفلسطيني، فما الذي يحدث في غزة؟

ماذا يحدث في غزة؟

السؤال الأبرز تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة العربية والعالمية، فيما تكمن الإجابة من واقع المعاينة، ما حدث في غزة إرهاب إنساني شنته آلة الاحتلال العسكرية على حين غفلة فبينما كان الناس في غزة يؤدون طقوس يوم الجمعة من الزيارات العائلية والخروج إلى المنتزهات في أجواء الصيف الحارة باغتت صواريخ شقتين سكنيتين في برج سكني وسط المدينة يُعرف باسم “برج فلسطين” وعلى إثر الاستهداف قُتل قيادي في حركة الجهاد الإسلامي هو تيسير الجعبري وتبع ذلك عمليات أكثر ضراوًة راح ضحيتها حتى الآن 28 شهيدًا بينهم أطفال ونساء وأصيب أزيد من مئتي شخص آخرين فيما تم تدمير أكثر من 50 منزلًا بشكل كلي ومئات المنازل الأخرى بشكل جزئي.

بنك أهداف الاحتلال في الحرب على غزة

العملية التي أسماها الاحتلال الإسرائيلي الفجر الصادق والتي أشار فيها إلى تنفيذها ضد أهداف من قيادات الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ظهر زيفها من خلال أعداد الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء الذين لقوا حتفهم بصواريخ فتاكة لم ترحم براءة طفولتهم لا نحالة أجسادهم الغضة.

في المشهد الأول لاستهداف القيادي تيسير الجعبري، استشهدت طفلة لم تتم عمرها الخامس هي آلاء قدوم فيما أصيب 55 آخرين بينهم أطفال ونساء وعلى مدار الأيام التالية تم الإعلان استهداف مسجد عماد عقل في جباليا شمال قطاع غزة وكانت النتيجة استشهاد أربعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر ربيعًا وفي رفح حين داهمت الطائرات الحربية الإسرائيلية حي الشعوت كان جل المصابين في ظلمة الليل من الأطفال والنساء فقد تحلقوا في المخيم بعد أن منعت عنهم الكهرباء وعانوا من حرارة بيوتهم المصنوعة من الزينكو فكانت الصواريخ بانتظارهم.

كانت المشاهد التي نقلتها عدسات الصحافيين على الشاشات الإخبارية أصدق من فجرهم الذي يتزامن حاليًا مع اقتحامات في المسجد الأقصى بإذن من حكومة لبيد فهو يريد اشتعالًا لا يهدأ في غزة التي في كل مرة تخرج من تحت ركامها بعزم وإرادة.

انتشال الشهداء في غزة من تحت الأنقاض

في غزة يُحارب السكان بصواريخ الطائرات بينما لا يملكون من عتاد القوة لمواجهة بطش الاحتلال إلا بعض دعاء يمددهم بالقوة على من ظلمهم ومن أعان على ظلمهم بالتخلي في وقتٍ من المفترض أن تكون فيه الأنظار موجهة نحوها لإجبار الاحتلال على إنهاء ممارساته اللاإنسانية بالقتل والتشريد، في غزة يتم انتشال أجساد الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن من تحت أنقاض القصف لقد خرجت بالأمس سعاد حسونة من تحت الركام وأنفاس الحياة تنبض في قلبها بينما شقيقها ومعه ثمانية أطفال آخرين بينهم أحمد ومؤمن النيرب وقعوا ضحايا الجريمة والإرهاب الصاروخي خضبوا بدمائهم أمام مرأى ومسمع العالم.

اقرا ايضا .. افضل دعاء لاخواننا في غزة

تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة

منذ عصر الجمعة تتجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بينما فشلت حتى الآن كافة الجهود لإنهاء الحرب التي شنتها اسرائيل بلا هوادة ودون سابق إنذار معلنة أنها تُريد من خلالها إنهاء قيادات في الجهاد الإسلامي قالت أنهم يقومون بالتخطيط للنيل من أمنها واستقرارها فاستبقت إليهم الخطى باختطافهم بصواريخ الموت والدمار التي تمتلكها.

وفي الساعات الأخيرة من فجر الأحد قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عدة هجمات على مختلف المناطق شمالًا وجنوبًا وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من ستة أطفال جميعهم تحت عمر الخمسة عشر ربيعًا، وأحدهم كان وحيدًا لوالديه انتظرت أن يبزغ ميلاده من عتمة رحمها ثلاثة عشر عامًا لكن قضى شهيدًا في قصف أمام مسجد عماد عقل في جباليا.