من قال بأن الحكمه ارفع الفضائل

من قال بأن الحكمه ارفع الفضائل، إن رأيت شخصًا يوازن في موافقه بين العلم والعمل، أو بين القوة والغريزة فاعلم أنه أوتيّ بعضًا من صفات الحكماء التي تم الإشارة إليها في الكتب والدراسات النفسية والاجتماعية على مر العصور السابقة.

فالحكمة هي علم نظري يقوم عل البحث في حقائق الأشياء في الوجود ويتوصل إلى نتيجة متوازنة فيها يتم خلالها وضع الشيء في موضعه بعيدًا عن التجمل والحشو اللفظي فيحقها احقاقًا تامًا، وقد قيل في الحكمة العديد من الأقوال التي تناقلها الدارسون والباحثون ومن أبرز تلك الأقوال:” الحكمة ارفع الفضائل” فمن قال ذلك؟

ما هي الحكمة؟

كثيرة هي التعريفات التي يُشار بها إلى مفهوم الحكمة وفقًا للحالة والموقف وحتى المذهب الفكري والديني الذي تُصنف وفقًا ولكنها في المجمل تُؤكد على الاتزان واحقاق الحق بالعلم والمعرفة.

وفي القرآن الكريم يُنظر إلى الحكمة بأنها السنة وبيان الشرائع إذ يقول العلامة الإسلامي ابن القيم :” الحكمة في كتاب الله نوعان، مفردة ومقترنة بالكتاب” ويُفسر الحكمة المفردة بأنها النبوة وعلم القرآن واستند في تفسيره هذا إلى عدد من الآيات القرآنية منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى :” ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلمهم الكتاب والحكمة إنك أنت العزيز الحكيم”.

وتأتي الحكمة بمعنى الفقه ويبرز ذلك في قوله تعالى:” يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوي خيرًا كثيرًا وما يذكر إلا أولو الألباب، كما تأتي بمعنى الفهم وإتمام حجة العقل والمنطق بعيدًا عن الغرائز والأهواء ويتبين ذلك في قوله تعالى:” ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد” ويظهر في قوله :” حكمة بالغة فما تُغن النذر” إلى أن الحكمة تعنى العظة ايضًا.

طالع ايضا تفسير حلم البحر الأزرق للمتزوجه لابن سيرين والنابلسي

هل الحكمة فطرية؟

لا يُمكن القول بأن الحكمة فقط فطرية تولد مع الإنسان ولا يُمكن اكتسابها من خلال الخبرات التي تمدها الحياة للإنسان عل مدار صفحات عمره، فالحكمة نعم بعضها فطرية يُفضل بها الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده في الدنيا وهي حكمة ربانية لا دخل للعبد فيها وقد عبر عنها الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديثه لأبي موسى الأشعري حين قال :” إن الحكمة ليست عن كبر السن ولكنه عطاء الله يُعطيه من يشاء فإياك ودناءة الأمور ومراق الأخلاق.

وهناك حالات يُمكن للفرد أن يكتسب فيها الحكمة، فالتجارب التي يمر بها الإنسان في مدرسة الحياة كفيلة بأن تُعيد له وزن الأشياء ووضعها في نصابها الصحيح، وكذلك مجالسة أهل العلم وأصحاب السير الصالحة والاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها تُكسب الإنسان بعض الحكمة، ولعل التفقه في الدين بالقراءة والمراس أهم ما يُعطي الحكمة للإنسان في النظر إلى الأشياء فيردها إلى مردها الأول في التشريع ويتحرى كل ما جاء فيها من حلال وحرام ما يُعينه على اتباع الحق.

من قال بأن الحكمه ارفع الفضائل

لا شك أن الحكمة فضيلة يتصف بها الأشخاص واسعي المدارس مستنيري البصيرة، الذين يردون الأمور إلى أصولها العلمية والفقهية ولا يتفاعلون معها وفق أهوائهم وشهواتهم الغريزية، وقد قيل في الحكمة أنها عصارة التجارب التي يمر بها الإنسان واستخلاص النتيجة بعد التفكير والتدبر في الأمور كلها جلها ودقها.

ومن الأقوال المشهورة التي يتم تداولها في كثير من الكتابات “الحكمة ارفع الفضائل” وقد قال ذلك الطبيب العالم أبقراط المعروف بأنه ابو الطب الحديث المولود في 460 قبل الميلاد وعاصر العهد اليوناني الكلاسيكي، وقد تميز الرجل بفلسفته في الطب وكان يُلقبه العرب بـ”الفاضل” عند ذكر اسمه تكريمًا له كما أنه استطاع أن يؤسس أول مدرسة طبية علمية عُرفت فيما بعد باسمه واستطاع أن يُحدث من خلالها ثورة فكرية في الطب اليوناني القديم.

أقوال ابقراط عن الحكمة

عُرف عن ابقراط أنه وضعه قانونًا أخلاقيًا للأطباء تقيدوا به وفيما بعد عُرف بقسم أبقراط المعتمد في كليات الطب وتم تحديثه وتطويره بما يتوافق مع الحالة العصرية، ويُشير ذلك إلى أن ابقراط كان حكيمًا وأن هذا القانون ما هو إلا نتاج لتجارب كثيرة ومتنوعة واجهها أثناء حياته العلمية والمهنية.

ومما يُشير إلى الحكمة التي امتاز بها ابقراط بعض المقولات التي أُرخت باسمه في الكتب والدراسات اللاحقة سواء في الطب أو في العلوم المختلفة، فكان يؤمن بأن الرجل الحكيم من يعتبر الصحة أعظم النعم ويتعلم بفكره كيف يستفيد من أمراضه.

ومن آرائه التي تصب في تعريف الحكمة قوله :” العلم ابو المعرفة، والرأي يولد الجهل”، وقد توصل من خلال تجاربه الكثيرة إلى حكمة بالغة الأهمية أكد فيها أن المهم للطبيب معرفة شخصية المريض أكثر من معرفة المرض الذي يحمله.

مقالات ذات صلة