دور أزمة 1929 في اندلاع الحرب العالمية الثانية

دور أزمة 1929 في اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان اندلاع الحرب العالمية الثانية استكمالًا للمسلسل الدموي بين دول الحلفاء ودول المحور في ذلك الوقت حيث أراد كل منهما أن يفرض سيطرته على مناطق معينة للاستفادة من الموارد الطبيعية والاقتصادية لضمان استمراره وقوته وكانت بداية الحرب في الأول من سبتمبر لعام 1939 واستمرت لمدة ست سنوات متتالية تأذى من آثارها الدموية العالمين العربي والغربي حيث قضت بقتل 80 مليون شخص منهم 17 مليون عسكريًا وكان لها أثار مدمرة على الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي ظل هذه النتائج البشعة فإن الكثيرون ممن يدرسون الحرب العالمية الثانية يبحثون عن دور أزمة 1929 في اندلاعها فما هو؟

أسباب الحرب العالمية الثانية

تُعد الحرب العالمية الثانية أحد أهم الصراعات الدموية التي تأذى منها العالمين العربي والغربي على مدار سنوات طويلة حيث شملت معظم دول العالم وكانت بدايتها في الأول من سبتمبر 1939 بعد اشتعال شرارة الحرب بين دول المحور ودول الحلفاء فيما كان نهايتها باستسلام اليابان في 2 سبتمبر 1945، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى اشتعال فتيل الحرب ما يلي:-

  1. مخلفات الحرب العالمية الأولي حيث تضررت العديد من الدول من قساوة معاهدات الصلح التي وقعت ضدها كألمانيا.
  2. أثار الأزمة الاقتصادية التي حدثت في 1929 والتي أدت إلى إضعاف الحالة الديمقراطية والتزام الحالة الديكتاتورية
  3. فشل عصبة الأمم وخضوها لرغبات الدول المنتصرة
  4. فيما يُعد السبب المباشر اندلاع الحرب وانطلاق شرارتها الأولى أنه بعد هتلر للنمسا وتشيكوسلوفاكيا، وهنغاريا والعديد من المناطق ازدادت قوة نفوذه وأراد توسيع المجال الحيوي في الشرق للاستفادة من ميناء ذانتزيك وضمان حاجيات ألمانيا وحمايتها من خطر الشيوعية الاشتراكية في روسيا فعمل على عزو بولوينا في 1 سبتمبر 1939 مما أشعل شرارة الحرب بين دول المحور ودول التحالف.

دور أزمة 1929 في اندلاع الحرب العالمية الثانية

حظي النظام الرأسمالي بحالة من التذبذب فكانت تنتابه بعض الأزمات الدورية ثم يعود إلى الانتعاش من جديد، إلا أن العام 1929 كان فاصلًا حيث وقعت أزمة من أخطر أزمات النظام الرأسمالي تمثلت خطواتها في طرح بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك 19 مليون سهم للبيع دفعة واحدة مما  أثر على حالة العرض والطلب وقتها فأصبح العرض أكثر من الطلب وأدى ذلك إلى انهيار قيمة الأسهم، وعجز الرأسماليون عن تسديد ديونهم وكانت النتيجة إفلاس البنوك.

ومع استمرار الأزمة وانتشارها في قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي انتقلت إلى بقية العالم الرأسمالي في أوروبا ومستعمراتها بسبب آلية الترابط الرأسمالي بين المركز والأطراف وأر ذلك على تراجع الإنتاج الصناعي في معظم بلدان النظام فضلًا عن إفلاس المؤسسات التجارية والصناعية وسقوطها في بئر الديون فضلًا عن بروز ظاهرة فائض الإنتاج وانخفاض الأسعار وإفلاس الفلاحين مما أدى بهم إلى بيع أراضيهم والهجرة، بالإضافة إلى انتشار البطالة وحالة البؤس والتشرد في المجتمعات الرأسمالية، وعملت أزمة1929 على إحياء الصراعات الاستعمارية و وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، وتحول النظام الرأسمالي العالمي من ليبرالية مطلقة إلى ليبرالية تدخلية.

من هم دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية

تشكل فريق دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية المشتعلة شرارتها في الأول من سبتمبر 1939 من (الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، فرنسا، الصين، بولندا، كندا، والولايات المتحدة الأمريكية) غير أنهم لم يدخلوا الحرب جملًة واحدة بل على مراحل ونذكرها فيما يلي:-

  1. بدأت فرنسا وبولندا وبريطانيا، ضد الألمان الذين رفضوا اتفاقيات الحرب العالمية الأولى وأرادوا تغيير موازين القوة لصالحهم.
  2. بعد فترة وجيزة ومع استمرار النزاع انضمت إليهم (أستراليا، كندا، الهند، نيوزيلندا وجنوب أفريقيا).
  3. شكلت بولندا عاملا ثانويًا بعد هزيمتها في 1939، وفرنسا كذلك بعد سقوطها في عام 1940.
  4. بقيّ الاتحاد السوفييتي على الحياد في الصراع الدائر بين الحلفاء والمحور.
  5. في يونيو 1941 نقضت ألمانيا اتفاقية عدم الاعتداء التي أبرمتها مع الاتحاد السوفيتي، واجتاحوا الاتحاد السوفييتي من الشرق، فأصبح السوفييت دولة من دول الحلفاء.
  6. قامت الولايات المتحدة بدعم الحلفاء بالعتاد الحربي والمال طوال الوقت ثم انضمت رسميًا في ديسمبر 1941 بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر.
  7. في العام 1942 سيطر قادة الدول الثلاث الكبار (المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة) على سياسة الحلفاء.

اقرا ايضا .. شروط القبول والتسجيل بكلية الملك خالد العسكرية 1443

نتائج الحرب العالمية الثانية

انتهت الحرب العالمية الثانية بعد ست سنوات من القتال الشرس، قضت بخسارة حوالي 17 مليونًا من العسكريين وأضعاف ذلك من المدنيين، بالإضافة إلى نتائجها المدمرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن أهم نتائج الحرب كانت ما يلي:-

  • على الصعيد السياسي، تغيرت الخارطة العالمية لأوروبا حيث قُسمت ألمانيا إلى غربي وشرقي بالإضافة إلى انشاء هيئة الأمم للمحافظة على الأمن والسلم وتنفيذ المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان
  • على المستوى الاقتصادي، تدمير البنى التحتية في العديد من مدن العالم كبرلين، وخروج الدول المتحاربة مثقلة بالديون نتيجة ارتفاع نفقت الحرب، بالإضافة إلى تراجع الانتاج الصناعي والزراعي بنسب تتراوح بين 30-50%
  • على المستوى الاجتماعي كان للحرب تأثيرات كبيرة كـ قتل ما زيد عن 80 مليون شخص على مدار سنوات الحرب، بالإضافة إلى انتشار مظاهر البؤس الاجتماعي كالفر والبطالة .
  • بروز القوى العالمية كالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتعاركهما وصراعهما في الحصول على قيادة العالم وأعلن قيام الحرب الباردة.

يذكر أن الحرب العالمية الثانية انتهت بانتصار دول الحلفاء على دول المحور، وذلك بعد استخدام الولايات المتحدة  القنبلة الذرية في الحرب لإرغام اليابان على الاستسلام وكان ذلك في 2 سبتمبر/ أيلول 1945.

مقالات ذات صلة