الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء ابن عثيمين

الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء ابن عثيمين، الدعاء هو وسيلة المناجاة التي ينطق بها قلب ولسان الإنسان المسلم إلى خالقه وهو مؤمن يقينًا أنه جل وعلا سيره بتحقيق سؤله، وهناك الكثير من الأوقات التي حددتها السنة النبوية وأشارت أن الدعاء فيها مستجاب كالساعة الأخيرة من يوم الجمعة، والدعاء عند نزول المطر، والدعاء بين الآذان والإقامة والدعاء في جنح الليل وخاصة الثلث الأخير من الليل وغيرها، ولكن في الآونة الأخير ثار تساؤلًا على المواقع الاجتماعية عن حقيقة إجابة الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء تحديدًا، وفيما يلي سنستوضح الأمر وما جاء في فتوى الإمام ابن عثيمين عن ذلك تحديدًا.

ما هو الدعاء وما أوقات إجابته

الدعاء هو الرابطة الوثيقة بين العبد وربه فالعبد يعلم يقينًا أن خالقه هو القادر على كل شيء وبالتالي فإنه يهمس له بسؤله من خيري الدنيا والآخرة وينتظر الإجابة موقنًا بها، ويقول العلماء إن الدعاء من أفضل العبادات التي يُحبها الله سبحانه وتعالى خالصة له، وأنها من العبادات التي لا يجوز أن يصرفها العبد إلى غير الله.

أما عن أوقات الإجابة للدعاء فهي كثيرة المواضع وقد حدد المشرع الإسلامي بعضها كما جاء في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ومن أفضل أوقات الإجابة للدعاء الثلث الأخير من الليل، الدعاء بين الآذان والإقامة والدعاء في السجود وفي أدبار الصلوات المكتوبة وعند نزول المطر، وكذلك عند صعود الإمام يوم الجمعة إلى المنبر حتى انقضاء الصلاة وآخر ساعة من بعد العصر.

اقرأ أيضا.. ماهو ترتيب الحج في اركان الاسلام

الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء ابن عثيمين

يرى الإمام ابن عثيمين أن القول بالدعاء بين الظهر والعصر يوم الجمعة قولًا يحمل الكثير من اللغط وأن الإنسان المؤمن يتحرى الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء ولكنه لا يترك الدعاء أبدًا فهو وسيلته للارتباط بالله تمامًا كما الصلاة والذكر والتسبيح وأشار أنه من العبادات المحمودة التي يجب أن تكون خالصة لله ومصحوبة باليقين أنه سبحانه وتعالى هو القادر على تغيير الحال إلى أفضله بلمح البصر.

وقال ابن عثيمين إن الاعتداد بالحديث الذي يُشير إلى التزام الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء من سلسلة الأحاديث الضعيفة.

هل الدعاء بين الظهر والعصر يوم الاربعاء سنة

يُشير البعض من العلماء المحدثين أن الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء سنة وأنه من السنن المتروكة والتي لا يحرص المسلمون على تنفيذها واستند أولئك في التحقق من سنة الدعاء في ذلك الوقت إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثًا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه، قال جابر:” فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة، فأدعو فيها فأعرف الإجابة”

ويُعد هذا الحديث من الأحاديث التي أوردها البخاري في الأدب المفرد وأورده أحمد والبزار وغيرهم وقد حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد حيث أشار أنه لولا أن الصحابي أفاد أن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصودًا وأن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وأن الخبر ليس كالمعاينة لقلنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم، وأشار في تصحيحه للحديث أن الصحابي أخذ يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له وتابع أن ذلك يُشير إلى سنة تعبدية لا عفوية.

أقوال العلماء في استجابة الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء

كثيرة هي التأويلات والتفسيرات التي قام بها العلماء المحدثين في شرح استجابة الدعاء بين ظهر وعصر يوم الأربعاء تحديدًا وفق الحديث الوارد عن جابر بن عبد الله حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه “اقتضاء الصراط” أن الحديث يعمل به طائفة من الناس فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان.

بينما أشار البيهقي في كتابه “شعب الإيمان” أن تحري الدعاء يكون في الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء.

مقالات ذات صلة