من هو الشاهد والمشهود

من هو الشاهد والمشهود، يزخر القرآن الكريم بالعديد من التعابير الدقيقة التي يقف العقل عندها للتدبر ومن هذه التعابير قوله تعالى في سورة البروج :” وشاهدٍ ومشهود” وفي هذه الأيام المباركة التي توافق العشر من ذي الحجة 1443 يُقبل المسلمون على القرآن يقرئون آياته ويتدبرون معانيه ليُتموا الدعاء صحيحًا في هذه الأيام لله تعالى خاصة مع اقتراب يوم عرفة والذي لا يُترك الله فيه دعاءً لمسلم إلا لباه وأقر عين سائله بتلبيته، ولعل أكثر ما يقف عنده المسلمون في هذا العام بالتساؤل ما جاء في سورة البروج:” والسماء ذات البروج، واليوم الموعود وشاهدٍ ومشهود، قتل أصحاب الأخدود” فمن هو الشاهد والمشهود.

اقرأ أيضا.. الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء ابن عثيمين

من هو الشاهد والمشهود

كثيرة هي الأقوال التفسيرية لقوله تعالى وشاهدٍ ومشهود حيث فسرها العلماء بعدة تفسيرات جميعها تصب في أن الشاهد والمشهود مجهولين لتكون مناسبة لكل زمان ومكان وتتوافق مع الحالة التي يكون عليها الإنسان.

وقيل أن المراد بالشاهد هو من يشهد ذلك اليوم من الخلائق أي يحضر فيه بينما المشهود هو ما يشاهد في ذلك اليوم من العجائب، وقد فسر بعض الصحابة والتابعين بأن الشاهد يوم الجمعة ، وأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه ، والمشهود يوم عرفة ؛ لأنه يشهد الناس فيه موسم الحج ، وتحضره الملائكة .

ومن الصحابة وهو القشيري روى عن ابن عمر وابن الزبير أن الشاهد يوم الأضحى ، فيما أشار الصحابي سعيد بن المسيب أن الشاهد يوم التروية ، والمشهود يوم عرفة، بينما قال النخعي : الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم النحر ، وقيل الشاهد هو الله سبحانه  وهو ما أكد عليه الحسن وسعيد بن جبير مستندين في ذلك لقوله وكفى بالله شهيدًا وقوله تعالى :”قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم”.

هل الشاهد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذهب بعض الصحابة والمفسرين إلى أن الشاهد هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم مستندين في ذلك لقوله :”فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا” فضلًا عن قوله تعالى :” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا”، وقوله :” ويكون الرسول عليكم شهيدا”.

وأشار البعض أن الشاهد ليس محمد صلى الله عليه وسلم وإنما جميع الأنبياء لقوله تعالى :” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد” وقيل أن الشاهد عيسى ابن مريم لقوله جل وعلا:” وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم”.

وبين المفسرون أنه في هذه الحالة فإن المشهود يكون إما أمة محمد ، أو أمم الأنبياء ، أو أمة عيسى  عليه السلام

الشاهد والمشهود ابن باز

يقول العالم السعودي الكبير ابن باز أن تفسير الشاهد والمشهود كثير للصحابة والتابعين ولكن أفضل ما قيل وأحسنه أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة.

وتابع في تأويله يوم الجمعة شاهد، ومشهود يوم الجمعة يشهده الناس الحجاج، وقيل غير ذلك، وأضاف أن اليوم الموعود هو يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفه وهو برأيه أحسن ما قيل في ذلك.